البيان الختامي الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية والفعاليات السياسية والمجتمعية بمحافظة لحج بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ 58 لعيد الاستقلال الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء لحج الأبطال، يا رجال التاريخ وصُناع المجد،

يا من حملتم بمعية كافة أحرار الجنوب العربي راية الثورة ورفعتم بتضحياتكم شعلة الاستقلال...

نقف اليوم، في الذكرى الثامنة والخمسون للاستقلال الوطني الأول في الثلاثين من نوفمبر المجيد عام 1967م، أمام واحدة من أنصع صفحات تاريخ الجنوب، ذلك اليوم الذي انتزع فيه شعبنا حريته بدماء الشهداء وتضحيات المناضلين، لتُطوى حقبة الاستعمار، وتُفتح صفحة جديدة من السيادة والكرامة الوطنية. وها نحن، نحيي تاريخ كتبتموه بأنفسكم يوم طردتم المستعمر وأعلنتم ميلاد دولة الجنوب العربي.

إن هذه الذكرى ليست مجرد ذكرى تمر علينا كل عام فحسب، بل عهدٌ متجددٌ يربط الماضي بالحاضر، ووعد نرفعه اليوم كما رفعه أجدادنا بالأمس، لنؤكد استمرار نضالنا حتى تحقيق الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

لقد كانت لحج، وما تزال، القلب النابض، والسند الصلب والمحرك الأساسي للثورة الجنوبية، ومركزاً من مراكز الوعي الوطني والمواقف الثابتة عبر كل المراحل. وهي جزء لا يتجزأ من ملحمة النضال الوطني لأبناء الجنوب كافة، والتي يقودها اليوم المجلس الانتقالي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، سليل الرجال الذين لم يعرفوا يوماً سوى طريق الحرية.

إن هذه المحافظة هي ذاتها التي انطلقت منها شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء، تلك الثورة التي مهّدت الطريق للاستقلال الأول في 30 نوفمبر. وإن اجتماعكم اليوم هو امتدادٌ طبيعي لمسيرة نضالية بدأت من هذه الأرض، وتواصل اليوم شق طريقها بثبات نحو الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة."

وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة، وانطلاقاً من مسؤوليتنا الوطنية في المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية والفعاليات السياسية والمجتمعية بمحافظة لحج، فإننا نؤكد على ما يلي:

أولًا: التمسك الثابت وغير القابل للمساومة بالمشروع الوطني الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيــس المجلس، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، بصفته الممثل السياسي لقضيتنا العادلة، والحامل الأمين لطموحات شعب الجنوب في التحرير والاستقلال وبناء الدولة الفيدرالية الحديثة.

ثانيًا: تجديد التفويض الشعبي الكامل والمطلق لقيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي لاستكمال ما تبقى من مرحلة التحرير، وحشد كافة الجهود والإمكانات الوطنية لإدارة الجنوب، وقيادة شعبنا للوصول إلى تحقيق الهدف المتمثل باستعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة السيادة، بحدودها الدولية المعروفة حتى 21 مايو 1990م.

ثالثًا: نؤكد المضي قدمًا في مواصلة الحوار الوطني الجنوبي والعمل السياسي والميداني والتنظيمي، مع مختلف شرائح ومكونات المجتمع في المحافظة، بما يعزز التلاحم والشراكة الوطنية ويكرّس مبدأ التوافق الجنوبي الجامع، والتصدي لكل محاولات تفكيك النسيج الاجتماعي.

وفي هذا السياق، نهيب بكافة أبناء لحج وكافة أبناء شعبنا الجنوبي العظيم، الإسهام الفاعل والمسؤول في تعزيز الاصطفاف الوطني، ورص الصفوف والتمسك بالهوية الوطنية الجنوبية، وترسيخها في الوعي الجمعي، وصون منجزات الكفاح لشعب الجنوب، وتعزيز مسارات البناء والتنمية، وصولاً إلى تحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال، وفاءً لدماء الشهداء الأبرار الذين خطّوا بدمائهم الطاهرة المسار السيادي لشعب الجنوب العربي عبر عقود من النضال.

رابعًا: نوجّه التحية والإجلال لشهدائنا الأبرار، ونؤكد الوفاء لأسرهم وللجرحى والأسرى، ونحيي القوات المسلحة الجنوبية المرابطة في ميادين الشرف على امتداد جغرافيا الجنوب العربي، والتي أثبتت أنها صمام أمان الوطن وحصنه المنيع في مواجهة ميليشيات الحوثيين والتنظيمات الإرهابية والميليشيات التي تستهدف أمن واستقرار وطننا الجنوبي.

خامسًا: دعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق سلام عادل ومستدام، على أن يكون حل قضية شعب الجنوب -حلاً عادلاً يضمن حق الجنوبيين في استعادة دولتهم الجنوبية بحدودها المعروفة قبل 21 مايو 1990م- في صدارة أولويات اي عملية سياسية مقبلة، باعتبارها مرتكزاً أساسياً لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام.

سادسًا: التأكيد على الشراكة الاستراتيجية مع الأشقاء في دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، شراكة مبنية على المصير المشترك، ودعم الاستقرار الإقليمي، وتكامل الأدوار بما يخدم الأمن القومي العربي ويحقق طموحات شعب الجنوب في استعادة وبناء دولته الجنوبية المستقلة.

سابعًا: رفضنا القاطع لكل سياسات التنكيل والتجويع والعقاب الجماعي الممنهجة التي تستهدف المواطن الجنوبي، وندين بشدة كافة مظاهر التطرف والإرهاب، ونؤكد التزامنا بنهج الاعتدال وترسيخ قيم السلام والتعايش وبناء دولة النظام والقانون.

ثامنًا: نؤكد تضامننا الكامل مع أبناء شعبنا الجنوبي في وادي وصحراء حضرموت إزاء ما يتعرضون له من اضطهاد وتنكيل، من قبل بقايا الاحتلال الشمالي، وندعو القيادة السياسية والقوات المسلحة الجنوبية إلى حماية شعبنا في هذه المناطق ونصرتهم واستكمال تحرير الأراضي الجنوبية وتأمينها.

عاش الجنوب حُرًّا أبيًا

المجد والخلود للشهداء… الشفاء للجرحى… والنصر لشعب الجنوب

صادر عن: المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطة المحلية والفعاليات السياسية والمجتمعية بمحافظة لحج

2 ديسمبر 2025م