تمثّل استعادة دولة الجنوب الغاية الكبرى التي تُحرِّك المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وهو مسارٌ لا يمكن أن تحيد عنه القيادة السياسية بأي حالٍ من الأحوال.
وبين حين وآخر، يحرص الرئيس الزُبيدي على تجديد العهد والوعد أمام الشعب الجنوبي بالعمل على استعادة الدولة، تفتح أحضانها لكل مكونات الشعب الجنوبي دون إقصاء ولا استثناء.
مساعي وتحركات المجلس الانتقالي نحو استعادة الدولة لا تحيد عن العمل على استراتيجية مرحلية تقوم على عدة خطوات، لعل أولها في التوقيت الحالي هو القضاء على الخطر الحوثي، وكلاهما أمرٌ مرتبط ببعضهما البعض.
فاستئصال خطر المليشيات الإرهابية لا ينفصل أبدًا عن رحلة استعادة دولة الجنوب، بل يمكن القول إنّ دحر الحوثيين بالتزامن مع مواجهة خطر الاحتلال الشمالي (مليشيا الإخوان) هو الخطوة الأولى نحو صناعة جنوب آمن ومستقر، يلبي طموحات شعبه.
هذا الهدف (القضاء على الحوثيين) وتلك الغاية (استعادة الدولة) أمرٌ أكّد العمل عليه الرئيس القائد الزُبيدي وهو يلتقي في العاصمة السعودية الرياض، السلطان إسكندر بن حمود بن محمد آل هرهرة ورموز مجتمعية من يافع.
الرئيس الزُبيدي تعهَّد بأن القادم لنّ يكون إلا جنوبا فيدراليا جديدا يحقق العدالة والتوازن في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل أبناء الشعب الجنوبي، في تعهد واضح وقاطع يعكس الغاية التي تُحرك مسار عمل المجلس الانتقالي.
في الوقت نفسه، أكّد الرئيس الزُبيدي أنَّ لقاءاته مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية تثمر نجاحات في مسار توحيد الجهود لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية وتحرير مديريات بيحان.
وكان الرئيس الزُبيدي قد اجتمع هذا الأسبوع، مع سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر، وقد بحثا توحيد الصف لمواجهة تعنت وصلف الميليشات الحوثية ورفضها لكل الجهود الدولية والأممية لوقف إطلاق النار، والجلوس على طاولة المشاورات، والخطوات القادمة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
التقدير الذي تحوزه سياسات المجلس الانتقالي من قِبل الأطراف المعنية بالقضية سواء إقليميًّا ودوليًّا، تدفع نحو تحقيق الجنوب مزيدًا من الانتصارات على كل الأصعدة، لا سيّما على الصعيد السياسي وكذا العسكري، باعتبار أنّ الجنوب شريك أساسي وفاعل في مكافحة الإرهاب.