أخبار عدن
تحكيم مُعيب هدفه الحصول على حفنة من المال
تاريخ النشر: الاثنين 19 سبتمبر 2022 - الساعة 18:04:17
حياة عدن/خاص

 

تعرف المجتمعات القبلية بتمسكها بالاعراف والقيم والمبادئ القبلية السامية، وهي قيم حميدة لم تتنازل عنها تلك المجتمعات.

لكن هناك حادثة حدثت أظهرت تخلي مجموعة من الافراد، وهم لا يشكلون نسبة كبيرة بالمُطلق، ولا يمثلون المجتمع القبلي لا من قريب ولا من بعيد، بل يمثلون أنفسهم.. فالمجتمع القبلية تُعرف بتسامحها، وعفوها عن قتل، لكن ماذا حدث لهذه المجموعة؟ تعالوا لنتعرف على التفاصيل؟

حدثت حادثة، ربما تكون غريبة فعلًا، وتمثلت بحدوث شجار بين شخصين في قرية الحود بمحافظة الضالع تربطهما علاقة قرابة، والطرف الأول يدعى (ع، م)، وهو يُعاني من مرض (الصرع)، فيما الطرف الثاني يدعى (م، ع، م).

سبب الشجار أن الطرف الثاني قام بالاعتداء الجسدي على الطرف الأول، وما كان أمام الطرف الأول إلا أخذ السلاح، واطلاق طلقتين في الهواء، فيما الطلقة الثالثة كانت بجانب المكان الذي يقعد عليه الطرف الثاني.

كان تصرف الطرف الأول، وردة فعله نابعة من إحساس الاستحقار الذي لاقاه من الطرف الثاني، وظلمه، وتعسفه، اضف إلى أن الطرف الأول يُعاني من مرض (الصرع)، فكان خياره السلاح للدفاع عن نفسه.

ما يهم في الأمر، انه بعد هذه الحادثة، قام الأهل والاقارب بالتدخل، وفض الشجار، لكن العجيب أن الطرف الثاني قدم شكوى ضد الطرف الأول على اطلاقه الرصاص ضده، فيما تناسى اعتدائه الجسدي على مريض.

ما يهم.. أن الجميع في القرية، بما فيهم الشيوخ والقبائل، رفض ظاهرة استخدام السلاح لأي سبب كان، وهذا أمر مُتفق عليه من الجميع دون استثناء، فاستخدام السلاح ليس الحل.

بعدها، اتفق الجميع على أن يقوم أهل الطرف الأول، والذين يحظون باحترام وتقدير جميع أهالي القرية، بتحكيم الطرف الثاني نظرًا لتوجيه السلاح فوقه.

ذهب أهل الطرف الأول للطرف الثاني، وقدموا اعتذارهم، وطرحوا وجوههم (كعُرف قبلي)، وأكدوا رفضهم لاستخدام ولدهم السلاح، وهذا موقف مُشرف، كما طلبوا من الطرف الثاني السموحة.

الطرف الثاني رحب بالجميع، لكن الغريب، والصدمة، عندما ضرب الطرف الثاني بالاعراف والقيم والمبادئ القبلية السامية عرض الحائط، حيث قبل الطرف الثاني بالتحكيم والاعتذار، لكنه شرط مقابل ذلك أن يدفع الطرف الأول مبلغ وقدره (مليون ألف ريال يمني)، فيما تناسى انه البادي، وانه من قام بالاعتداء الجسدي على الطرف الأول، ليس هذا فحسب، بل تناسى الاعراف والقيم والمبادئ القبلية السامية التي يُعرف بها أي مجتمع قبلي، الذي يعفوا عن قتل ودم، فما بالكم بثلاث طلقات رصاص جو لم تمس أحد، ولم يحدث أي ضرر للطرف الثاني.

الظاهر، والواضح، والمؤكد، أن غرض الطرف الثاني الحصول على حفنة من المال مقابل تخليه عن اعراف وقيم ومبادئ القبلية.. فعندما نعلم انه استلم المبلغ، ورفض ارجاعه كما يُعرف بالقبيلة، فهذا يبرهن على جشع الطرف الثاني. 

أهل يعلم الطرف الثاني، وأهله، بأنه من يقوم بمثل هكذا فعل يُسمى بأسماء وصفات لا تليق، ولن نذكرها هنا لعلى وعسى يعود الطرف الثاني وأهله إلى جادة الصواب.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص