أخبار عدن
قوى الشرعية تتواطأ.. والمجلس الانتقالي يواجه وحيداً معارك الأمن والسيادة
تاريخ النشر: الاثنين 30 يونيو 2025 - الساعة 19:55:13
حياة عدن / تقرير : فاطمة اليزيدي :

بين تواطؤ قوى الشرعية وأحزابها، وتضحيات القوات الجنوبية التي تكرس الأمن وتدحر الإرهاب، تتجلى حقائق ميدانية وسياسية لا يمكن تجاهلها. فهل كان اجتماع اللجنة الأمنية في عدن غطاءً لتجاهل هوية ممولي الإرهاب ومن يقف وراءهم من أطراف حزبية وقيادات أمنية وقوى خارجية؟

الجنوب... احتلال متواصل ومعاناة ممتدة

منذ تسعينيات القرن الماضي، يرزح الجنوب تحت وطأة احتلال ممنهج، سُلبت خلاله الأرض، وصُودرت الإرادة، وأُقصي الآلاف من وظائفهم. هذه الحقبة السوداء خلفت آلاف الضحايا بين شهيد وجريح ومشرد، وكانت لها تداعيات إقليمية خطيرة، إذ إن أي فوضى تُفتعل في الجنوب، تتحول سريعاً إلى تهديد واسع لأمن المنطقة برمتها.

مؤامرات الشرعية في وجه صمود الجنوب

في ظل سعي الشعب الجنوبي للتحرر واستعادة دولته، تصعّد قوى الفساد حربها عبر أدوات إعلامية وخدماتية، تستهدف كل مسؤول نزيه، وكل من يرفض الخضوع لمنظومة الهيمنة والنهب. ويؤكد محللون أن هذه القوى لم تكتف بالتحريض، بل زرعت خلايا إرهابية بهدف تصفية الكوادر الجنوبية وخلق بؤر للفوضى في العاصمة عدن، لتصوير الجنوب كحاضنة للإرهاب. لكن جهود قوات الحزام الأمني والمقاومة الشعبية أحبطت هذه المخططات، ونجحت في تطهير عدن من الجماعات الإرهابية والحوثية على حد سواء.

من يعادي إرادة الجنوبيين؟

كشفت الأحداث الأخيرة في عدن، وتحديداً نجاح المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية في فرض الأمن، عن مواقف داخلية وخارجية متناقضة. الصحفي علاء عادل حنش شدد في تصريح لـ"عدن 24" على أن "أي تراجع للمجلس الانتقالي أو لقوات الأمن والجيش الجنوبي هو تراجع لقضية الجنوب برمتها، وعودة إلى نقطة الصفر". وأضاف أن الواجب الوطني اليوم يحتم على كل جنوبي الوقوف خلف القيادة الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، حتى تحقيق الهدف المنشود: استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

تجاهل الجرائم الإرهابية... ومواقف مريبة من اللجنة الأمنية

عبّر مراقبون عن استيائهم من غياب توصيف واضح لجرائم أمجد خالد وشبكته الإرهابية، التي أُدينت قضائياً، متسائلين عن سبب تجاهل الإشادة بدور النيابة العامة والقضاء في عدن. كما استنكروا عدم نشر اعترافات المتهمين للرأي العام، رغم إقرار اللجنة الأمنية العليا – برئاسة رشاد العليمي – بتورط الشبكة في سلسلة من الجرائم، منها اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي، في محاولة لعرقلة جهود الحكومة في تأمين الأنشطة الإنسانية.

وعي شعبي يجهض حملات التشويه

رغم الحملات الإعلامية الممنهجة التي تشنها قوى معادية، أكد مصدر مطلع لـ"عدن 24" أن هذه المحاولات لن تنجح، لأن وعي شعب الجنوب في أعلى مستوياته، وهو يدرك تماماً أهداف هذه الحرب النفسية التي تستهدف النيل من صموده ومشروعه الوطني. وأضاف المصدر: "قواتنا المسلحة والأمن هم الدرع المنيع، الذين ببطولاتهم اليومية يفتحون مسارات النصر ويؤسسون لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً".

المشروع الجنوبي... ماضٍ نحو النصر رغم المؤامرات

شدد سياسيون على أهمية التصدي للحرب الناعمة، التي تستخدم الكلمة والصورة والمعلومة كسلاح لزعزعة الثقة. ودعوا أبناء الجنوب إلى عدم تداول الشائعات أو الانجرار وراء الحملات المشبوهة، مؤكدين أن ما يتعرض له الجنوب اليوم هو استهداف لمشروعه الوطني، لا لأشخاص بعينهم. ورغم الأزمات المتعددة من فساد، وغياب خدمات، وقطع رواتب، تبقى القناعة راسخة بأن النصر قادم.

الخلاصة: لا استقرار دون دولة الجنوب

يرى الشارع الجنوبي أن الحل الجذري لكل الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية يكمن في استعادة الدولة الجنوبية، وبسط القوات المسلحة سيطرتها الكاملة على كل أراضي الجنوب. ويشدد المواطنون على ضرورة إخراج العناصر الإرهابية من الجنوب، باعتبار وجودها يمثل احتلالاً مقنعاً وتهديداً للأمن الإقليمي بأسره.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص