'>
أمراض كثيرة منتشرة فمنها ما يمكن علاجه وهناك أمراض يبحث لها العلماء عن علاج .
مسبباتها أما فيروسية ، أو بكتيرية ، أو فطرية ، وتنتقل بطرق مختلفة ، يُصاب بها جسم الإنسان وتسبب له مشاكل صحّية عديدة وقد تسبب الوفاة .
وعند إنتشار مرض ما يعمل الإنسان بكل ما أتاه الله من علم وقوة على مقاومتها .
وينتشر الهلع ، والخوف ، وتعلن الطوارئ ، ويتم تسخير كل الإمكانيات لذلك .
فتعمل الدول والقيادات على محاربتها خوفا على شعوبها .
وهناك أمراض قاتلة تفتك بالمجتمعات ، وتدمّر البلدان ولكن المسبب ليس ماسبق وإنما فيروسات بشرية :
الرشوة :
فيروس بشري قاتل يدمّر العمل الإداري ، والقانون ، ويسلب الحقوق ويسود الظلم .
يضع الشخص بمكانة ليس له ، ويصل الفاشل إلى مراتب عالية يُحطّم تلك المراتب بعقلية فارقة من المحتوى .
ينتج قائدا يقود إلى الفشل ، وطبيب يقتل الصحة ، وجيل ضعيف خالي من العلم ، وتاجر يرى الربح المالي هو الأهم من صحّة الناس ولو يموتون جوعا ، وٱخرون يرونه سلعة لكسب المواقف وتضييع الحق ، ومهندس يجيد فن التخريب والتعطيل و ......
ينتقل عن طريق اللمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وتنتشر العدوى بين أوساط الموظفين ، والمسؤولين ، والمجتمع ، وقد يتحول إلى وباء يصعب السيطرة عليه .
الغش :
مرض خطير مستشري يظهر الشيء بغير حقيقته ، ينتقل خفية ويظهر المساعدة ويختلق الأعذار , وتظهر ضحاياه على السطح ,
ثم ينتقل أمام الجميع وكأنّه مألوف .
يعمل على تدمير التعليم وينتج جيلا مغشوش في كل المجالات , وفي التجارة يلعب الغش بغذاء ودواء وملبس ومسكن وحياة الناس .
حمّى الكراسي :
من أخطر الفيروسات البشرية , بل أقساها , فعند الأصابة به لا يمكن الشفاء منه وقد يستمر فترة طويلة .
يصاب بهذا الداء : القادة والمتشبثين بالمناصب وأصحاب أنا أو الطوفان من بعدي, وتكمن خطورته في تطور الحمّى إلى هيستيريا تسفك الدماء البريئة , وتدمّر الإقتصاد والجيش والتعليم , وينهار الوطن .
وبعد كل هذه الأمراض القاتلة يُخيّم الجهل ، ويستشري الفساد ، وتنتشر المخدرات ، ويسود نظام الغاب ، وينشط الإرهاب وتشترى الذمم .
إنها فيروسات أشد خطرا
هل ندرك هذا ؟
أين خطباء المساجد ؟
نقول لهم :هل تدركون خطورة المرحلة ؟
هل ستقومون بالتوعية والتنوير للمجتمع ؟ ، بدون حزبية أو تشدد أم إنكم بحاجة إلى توعية !
أين المثقفون ؟!
إننا بحاجة إلى صحوة الضمير أولا ، بحاجة إلى محاربة تلك الأمراض ، إلى إدراك خطورة المرحلة , إلى التشخيص والمعالجة ، بحاجة إلى الوطنيين والمخلصين .
نحن بحاجة إلى ثورة وطنية ،وتثقيفية وتوعية .
قد يقول قائل هذا العمل عندما تكون دولة وقانون يحاسب ، أقول له : نحن ننشد دولة الجنوب ونحن الجنوبيون من يشّيد البناء لذا علينا إن نتقن بناءه ، ولكل واحد رقم وله تأثيره ، فإن المليون إذا نقص منه واحداً لن يكون مليوناً أبدا .
فلنعمل جميعا على نشر الوعي عن المخاطر الكاريثية لتلك الأمراض ، والعمل على تحصين وتقوية الجبهة الداخلية للجنوب .