• آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:22:11:50
آخر الأخبار
أخبار عدن
هل أدرك التحالف أن القوات الجنوبية هي مفتاح النصر والحسم؟
الرئيس الزبيدي.. وعد وتوعّد وتعهد فأوفى .. عهد الرجال للرجال
تاريخ النشر: الجمعة 31 ديسمبر 2021 - الساعة 18:24:34 - حياة عدن / غازي العلوي :

ما علاقة لقاء الرئيس الزُبيدي والسفير السعودي آل جابر بتحرك قوات العمالقة؟

مكاسب سياسية وعسكرية يحققها الانتقالي للجنوب.. ما هي؟

كيف استقبلت مليشيات الإخوان والحوثي قرار نقل العمالقة إلى شبوة؟

مراقبون يتساءلون: ماذا ينتظر الجنوب بعد هذه الخطوات؟

 

حياة عدن / غازي العلـــــــــوي:

"عهد الرجال للرجال" هكذا قالها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ذات يوم وهو يتحدث بأن الجنوب يخطو خطوات حثيثة نحو استعادة دولته على كامل ترابه الوطنية قبل عام 1990م، مؤكدا عدم التفريط بدماء الشهداء والجرحى التي سالت في محراب الحرية على طريق التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن، وهو العهد الذي باتت مفرداته تترجم اليوم على الأرض بعد أن تهاوت جميع المشاريع والمخططات التآمرية ضد الجنوب وشعبه ومجلسه الانتقالي.

 

حراك سياسي ودبلوماسي خارجي

تقود القيادة السياسية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وأعضاء الوفد التفاوضي الجنوبي، حراكا سياسيا ودبلوماسيا خارجيا بالتزامن مع حراك سياسي وشعبي وعسكري داخلي.

 ويقول مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" بأنه قد أذهل زعماء وقادة دول كبرى بتناغمه وانسجامه مع المتغيرات التي تشهدها الساحة اليمنية ومواقف الدول الكبرى من الحرب الدائرة في اليمن والحلول المطرحة لإنهاء الحرب، والتي قالوا بأن الجنوب سيكون الحاضر الأبرز فيها.

وتشير المعطيات على الأرض، بحسب مراقبين سياسيين، إلى أن الشرعية في اليمن التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون قد خسرت كافة أوراقها ولم يعد بمقدورها الضغط لتمرير أي خطط أو مشاريع من شأنها الإسهام بوقف الحرب وتحسين الاقتصاد اليمني وتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض، وبات المجلس الانتقالي الشريك الأقوى والموثوق به لدى دول التحالف العربي والدول الكبرى، وهو ما ترجمته التحركات الأخيرة لقيادات المجلس الانتقالي ونقل قوات العمالقة الجنوبية من الساحل الغربي إلى محافظة شبوة.

الجنوب والإنجازات الثلاثة

في خِضم تطورات سياسية وعسكرية، تفوح في الجنوب رائحة تحسن ولو بسيط في الأوضاع المعيشية، بالنظر إلى القرارات التي يبدو أنّ نظام الشرعية يتخذها تحت وطأة الضغوط تفاديًّا للسقوط الكبير والمحتمل أمام صخرة الجنوب العاتية.

ثلاثة قرارات لافتة تمس الوضع المعيشي في الجنوب تم اتخاذها في خلال يومين فقط، تتمثّل في خفض أسعار النفط في شبوة، وخفض أسعار الوقود في حضرموت، وإقالة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو من منصبه كمحافظ شبوة.

شركة النفط في محافظة شبوة أعلنت عن تسعيرة جديدة للوقود في المحطات لتطبيقها رسميًا اعتبارًا من الثلاثاء الماضي.

وأفادت الشركة بخفض سعر اللتر الواحد من مادة البنزين التجاري في مديرية عتق إلى 600 ريال بما يعادل 12000 ريال للدبة (سعة 20 لترا).

كما حدّدت الشركة، سعر اللتر الواحد من مادة الديزل عند 600 ريال ليتراجع سعر الدبة إلى 12000 ريال.

خفض أسعار الوقود لا يمكن فصله بالحراك الشعبي في محافظة شبوة، علمًا بأن النفط كان مُحركًا للكثير من الأحداث، إذ عملت المليشيات الإخوانية على نهب وتهريب الوقود من محافظة شبوة على مدار الفترات الماضية، وهو ما خلّف موجات سعرية متضخمة للغاية إلى جانب نقص الكميات المعروضة في الأسواق.

تزامن خفض أسعار النفط مرتين في غضون أيام قليلة، فضلًا عن إقالة بن عديو، يعني أنّ الشرعية ترضخ أمام ضغوط الجنوبيين، وهو ما يعبّر عن حجم القوة الضاغطة التي يملكها الشعب الجنوبي.

يتعزَّز هذا الواقع بتزامن هذه القرارات مع خطوة أخرى في محافظة حضرموت، عندما قررت شركة النفط بتخصيص 350 ألف لتر ديزل لبيعها بسعر 205 ريالات بدءا من الإثنين، وذلك رضوخًا أمام الهبّة الحضرمية المتواصلة.

خطوات إقالة بن عديو وخفض أسعار الوقود في شبوة وحضرموت تمثّل مسارًا مهمًا نحو تحسين الأوضاع المعيشية في الجنوب، ما يشير إلى أنّ مزيدًا من الضغوط الشعبية التي يتم فرضها على الشرعية تؤتي بمثارها، دفعًا نحو وقف حرب الخدمات القاسية التي يتعرض لها الجنوب.

 

الجنوب يعود للميدان

تخطو قوات ألوية العمالقة سريعا إلى محافظة شبوة لتحرير مديريات بيحان الثلاث من قبضة المليشيات الحوثية الإرهابية، تأكيدًا للدور الحصري للقوات المسلحة الجنوبية بمواجهة الخطر الإيراني في الميدان.

وتهدف تحركات قوات العمالقة – تحت تأييد شعبي جارف – إلى إنهاء الوجود الحوثي في بيحان، والقضاء على وجود المليشيات المدعومة من إيران، وإزاحة حليفتها الإخوانية إلى مأرب، حيث لا يتصور أي مبرر لبقاء مليشيات الشرعية في شبوة بموقع المتفرج، كخطوة أولى لكسر سلسلة التآمر الحوثية الإخوانية على أرض شبوة.

وجاء تحرك ألوية العمالقة في أعقاب لقاء الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بالسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، في تزامن يشير بانكشاف الدور الإخواني المعطل لمواجهة المليشيات المدعومة من إيران.

ولا شك، فإن جهود القوات المسلحة الجنوبية موضع اهتمام من التحالف العربي، لإزاحة خطر الإرهاب الحوثي الذي يُهدِّد أمن المنطقة برمتها، عبر استعادة نغمة الانتصارات الجنوبية الباسلة على الجبهات، حيث لقيت تقديرا كبيرا على الصعيدين الإقليمي والدولي، لنجاحها الميداني في مكافحة الإرهاب وتحجيم داعميه.

 

نظرة للتاريخ القريب

وبنظرة للتاريخ القريب، فإن التضحيات الحقيقية والنجاحات الميدانية الساطعة في مواجهة الحوثيين الإرهابيين على جميع الجبهات كانت من نصيب القوات المسلحة الجنوبية، كتفًا بكتف مع القوات المسلحة الإماراتية.

وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات وانعدام الدعم، إلا أن الواقع يؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية الجهة الوحيدة على الأرض صاحبة القدرة والكفاءة والعزيمة الحقيقية لمكافحة الإرهاب الحوثي، في واقع تدركه دول التحالف العربي حد اليقين.

 

مكاسب سياسية وعسكرية يحققها الانتقالي للجنوب

يمثّل دخول القوات الجنوبية إلى محافظة شبوة، طيًّا لصفحة سوداء في تاريخ الجنوب، بعدما عملت الشرعية الإخوانية على إيجاد نفوذ لها في المحافظة الغنية بالنفط.

الشرعية تشبثت على مدار الفترات الماضية، وتحديدًا منذ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر 2019، على استمرار وجودها العسكري في شبوة، ورفضت الالتزام بالشق العسكري من مسار اتفاق الرياض الذي يسعى لضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

جرائم الشرعية الإخوانية التي تخطّت كل الخطوط الحمراء، لا سيّما الخيانة العسكرية التي تمثّلت في تسليم المديريات للمليشيات الحوثية، أحدثت نفورًا عارمًا من المعسكر الإخواني الذي برهن على أنه الطرف المعرقل لمسار الحرب على الحوثيين.

هذه الخطوة العسكرية شديدة الدقة والأهمية في مسار الحرب القائمة، تمثّل انتصارًا سياسيًّا وعسكريًّا للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي لطالما حثّ على الالتزام باتفاق الرياض، وعبّر في الكثير من المناسبات عن استنكاره لإقدام مليشيا الشرعية على عرقلة تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق.

المكسب العسكري يتمثّل في أنّ هذه الخطوة هي الأولى في رحلة تطهير شبوة من الإرهاب واستئصال خطر التنظيمات الإرهابية من أراضيها سواء المليشيات الحوثية أو حليفتها الإخوانية.

تعاظمت فرص هذه النجاحات بالنظر إلى التاريخ المشرف والمضيء للقوات الجنوبية بأنّها الطرف الأكثر قوة وفاعلية في مكافحة الإرهاب المتفاقم، وقد شهدت محافظة شبوة بنفسها على هذه الحقيقة بعدما لفظت الإرهاب قبل سنوات.

على الصعيد السياسي، حقّق المجلس الانتقالي مكسبًا جديدًا يتمثّل في أنه الطرف الحليف الصادق لدى التحالف العربي، والذي يبذل جهودًا مضنية في سبيل مكافحة الإرهاب، ويضع ذلك أولوية في هذه المرحلة، انخراطًا مع التحالف العربي في هذا الصدد.

هذا الواقع الذي يتعامل مع المجلس الانتقالي فرضه شريكًا وممثلًا عن الجنوب وشعبه وحاملًا للواء قضيته، لا سيّما أنّه يستهدف أولًا مكافحة الإرهاب، ثم منح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم، وهي استراتيجية حكيمة يبدو أنه حازت على تقدير وإشادة واسعة النطاق من قِبل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة.

 

معركة حاسمة لتحرير شبوة

ظهر الخوف والتوتر واضحًا على عناصر الشرعية الإخوانية والمليشيات الحوثية الإخوانية منذ الإعلان عن توجه تعزيزات عسكرية تابعة لألوية العمالقة إلى المحافظة تمهيدا لتحرير مديريات بيحان التي سلمتها مليشيات الإخوان بقيادة المدعو محمد بن عديو إلى العناصر المدعومة من إيران، ومن المتوقع أن يعقبها معارك أخرى لن تقل أهمية لطرد العناصر الإرهابية ومليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي.

تشير تطورات الأوضاع على الأرض إلى أن مليشيات الإخوان ستحاول بكافة السبل تقديم الدعم بأشكال وطرق مختلفة لحماية المليشيات الحوثية، ولعل انتشار ألويتها العسكرية في مناطق عديدة وإقدامها على سرقة ونهب المعسكرات التي انسحبت منها باتجاه بيحان يؤشر على الدور المشبوه الذي من المتوقع أن تقوم به، بخاصة وأنها خاضعة لتعليمات عناصر إرهابية ما زالت موجود في مواقع نافذة بالشرعية.

يرى مراقبون أن شبوة ستكون خلال الأيام المقبلة أمام معركة حاسمة تترجم المكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي وأبناء المحافظة مع إقالة المدعو بن عديو، وأن التوافق الشعبي والسياسي الحاصل حاليًا، بعد تعيين عوض العولقي، سيقود لا محالة لطرد الاحتلال اليمني، وبدء حقبة جديدة تدخل فيها المحافظة عهد التقدم والاستقرار.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن