• آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:22:11:50
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
قراءة سريعة حول تعيين هادي لمجلس قيادة رئاسي!!!..
تاريخ النشر: الجمعة 08 ابريل 2022 - الساعة 23:06:23 - حياة عدن/د.وليد ناصر الماس

 

نقل سلطات وصلاحيات هادي إلى مجلس قيادي وهيئات تابعة له، يمثل الخطوة السابقة للحل السياسي الشامل، بغرض إيجاد كتلة موحدة لقوى الشرعية المتشطية التي تشكلت على مدى السنوات المنصرمة للحرب، في مواجهة كتلة الحوثيين في مفاوضات الحل النهائي المزمعة، وفي أي تشكيلة سياسية تسفر عنها تلك المفاوضات. 

بالنظر لتشكيلة المجلس الرئاسي وملحقاته نلحظ ما يأتي:

 

حضور طاغي لقوى تعز المدنية، المنخرطة في حكومة الشرعية، على حساب قوى ومكونات أخرى لها إسهامات على الأرض.

وصول فصيل طارق صالح عفاش للمجلس ومشاركته لبقية القوى في هذه التشكيله، بعد أن كان غير فاعل فيما مضى، وغائبا في حوارات الرياض السابقة. 

تقلص واضح لنفوذ هادي وشرعيته الجنوبية، وذلك لعدم تبعية الأحزاب الممثلة في هذا التكوين له، ما يعني خسارة الرجل للعديد من عوامل القوة.

 

المجلس الانتقالي لم يكسب الرهان في المعمعة، بل أيضا هو الآخر خسر الكثير في هذا التطور، فوجوده في المجلس الرئاسي وبقية الهيئات لم يرتق لمستوى طموحه وطموح انصاره داخل الشارع الجنوبي، وحتى موضوع المناصفة التي دأب البعض للحديث عنها لم تنص صراحة على ان المجلس الانتقالي ممثل حصري للجنوب فيها، وهذه النقطة تحديدا مربط الفرس، إذ لم يتمكن المجلس الانتقالي من تفكيك طلاسمها منذ حوار الرياض قبل عامين وما تلاه من اتفاق ثنائي، لم ينفذ منه إلا أقل القليل، إذ يعمل المجلس على تأويل فكرة المناصفة لحسابه، وهذا مالم يحدث ولا يمكن له ان يحدث أبدا، إذ لا نستطيع في أي تفاهم الجزم ان هذا الطرف أو ذاك ممثل حصري لهذا الشعب، قبل ان نستوحي ذلك من نتائج استفتاء أو انتخابات عامة، بالوقت الذي سجلت فيه قوى وأحزاب أخرى حضور لدى هذا الشعب في مراحل ماضية.

من أفدح خطايا المجلس (المجلس الانتقالي) معارضته الشديدة لحضور مكونات جنوبية تشاركه نفس التوجه والهدف في تفاهمات سابقة، بل واشتراطه للتوقيع على اتفاق الرياض عدم حصولها على أي تمثيل وزاري، فيما بإمكانه التحالف مع هذه الفصائل لتشكيل جبهة جنوبية، في وقت تنشط فيه التحالفات المختلفة بما فيها تحالف الأضداد.

 

الخاسر الأكبر والأبرز في هذا التطور وما يتبعه من تطورات هو الشعب الجنوبي، ذاك الشعب الذي قدم عشرات الآلاف من أبناءه وأهدر الكثير من طاقاته، في سبيل هدف يشعر كل يوم بابتعاده عنه أكثر فأكثر، لقد تمكن أمراء الحرب وتجار السياسة من الوقيعة ببسطاء الناس، والتغرير بهم تحت شعارات فضفاضة، لإرسال أبنائهم للمحارق، فلولاء آلاف الشهداء من أبناء المحافظات الجنوبية ممن قضو في معارك الساحل الغربي، لما تمكن طارق عفاش من تحقيق هذا الظهور، كقائد لأبرز المكونات، بعد أن كان يتسكع متخفيا من محافظة إلى أخرى، ولولا قدرات أبناء الجنوب المهدورة في الساحل الغربي وفي حدود المملكة لما تمكنت الشرعية قبل أعوام من اجتياح محافظة شبوة وأجزاء واسعة من محافظة ابين وتهديد العاصمة عدن.

كما خسر سكان محافظات الجنوب الكثير، وتحملوا التبعات الصعبة للصراع الدائر بين المجلس الانتقالي وشرعية هادي الذي برز للعن في نهاية عام 2019م، لقد كان لهذا الصراع المرير نتائج صعبة للغاية، وتسبب في انهيار اقتصادي وخدماتي رهيب عمت خلاله الفوضى وتوسعت دائرة الجوع.

 

عموما الاتفاق خطوة على الطريق الصحيح، ونأمل إن يسهم في استقرار سياسي وأمني واقتصادي مستدام، بعد سنوات سبع عجاف، ذاق الناس خلالها ألوان من التعذيب والمعاناة.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن