• آخر تحديث: الخميس 18 ابريل 2024 - الساعة:23:25:41
آخر الأخبار
ثقافة وفن
الإسكافي.. 
تاريخ النشر: الاثنين 30 يناير 2023 - الساعة 12:32:44 - حياة عدن/عائشة العولقي

 

 

انقطعت فردة حذائي(أعزكم الله) وكنت على وشك صعود الباص.. فقلت لا بأس ،سنصل ..

 

وفي الطريق تذكرتُ أن الباص لن يوصلني البيت مباشرة ،وحذائي لن تساعدني ..

 

لذا طلبتُ من السائق أن يقف عند أي إسكافي.. 

وأثناء ذلك التهيتُ بأوراقي أرتبها تارة واتصفحها أخرى ..

 

وبعد مضي وقت.. 

_"في هذا السوق ستجدينه،بجانب الصندقة اليُمنى"صوت السائق مباغتًا..

 

__"هل تعني أني سأنزلُ هنا؟!!"

 

_"إذا كنتِ تريدين خياطة حذاء كما قلتِ"

 

كان سوقًا شعبيًّا فوق اللازم،الأصوات عالية فوق المستوى الطبيعي يبدو أن الجميع هنا يعاني الصمم.. 

 

المرور بين العربات يتطلب جهدا لكي لا يصطدم بك أحد العميان(مجازا) .. 

 

لا توجد نساء غير المتسولات !

الأرض ندية جدا تشعر أن قدميك ستغوصان في باطنها كأنها مرت بليلة ماطرة ..

الباعة يبيعون كل شي حتى طمأنيتهم .. 

 

أطعمة شعبية معروضة وحولها كومة من البلونات الملونة( الأكياس )..

الجميع هنا في حفلة كبيرة لا تتوقف ..

إنهم يصيحون ويأكلون ويشربون ويرمون ويبصقون !

 

وصلتُ للإبرة وسط كومة القش

 

__"مرحبًا..هل تعلم أنّ الوصول إليك مغامرة؟"

 

_"ماذا؟"

 

__"أعني هل تخيط لي حذائي بسرعة فائقة! ؟"

 

_"نعم"

 

بدأ يباشر عمله وأخذت أتأمل هذه المملكة النشطة.. 

 

هناك ما يشبه الغرفة الصغيرة مرفوعة بطريقة ما عن الأرض يجلس عليها (ماضغو القات) وعلى الجانب الآخر الكثير منها! 

جميعهم يتأملون الأفق ويفكرون من أفواههم الممتلئة ..

مخدرون عن الناس والحياة أيضا ..

لا يبالون بهذه الحفلة لأنهم يقيمون حفلة أخرى في أفواههم ..

الروائح تفوح ممزوجة بكل شيء كل شيء.. 

 

وهنا على مقربة من إبرتنا(الإسكافي) بائع الشاي.. لا أدري لمَ يصيح هو الآخر؟!!

 

_"ناولني القنينة التي بجانبك"إحدى المتسولات تخاطب صاحبنا الإسكافي. 

 

 _ _"إنها قنينتي! "يقول

 

_"ناولنيها!! " بنبرة تهديد 

رماها بعيدا على مضض،فأخذتها بلهفة ومدتها لصاحب الشاي ليملأها -لا تحتاج لغسل وتعقيم فالجراثيم تمرض وتموت لو مرّت هنا-

 

لقد طال مكوثي هنا! 

والأعين القريبة والبعيدة تنظر إليّ! 

 

بدأتُ أشعر بالتوتر! 

طلبتُ منه أن يتعجّل الأمر أكثر.. 

 

شعر بمخاوفي فبدأت يداه تتحركان بسرعة أكبر.. 

وما هي إلا دقائق وناولني إياها

أعطيته أجرته.. 

 

ومضيت مسرعة ..

"هااا يا أنتِ.. مازال لكِ بعض النقود" صوته الجهوري

 

"هي لك،احتفاء بخروجي من هذه التجربة" قلت في نفسي.. 

 

تبًّا ..

ليست كلّ الحفلات مرغوبة ولا كل من دخل مكان هو من أهله،وقد تكون المغامرة مخاطرة -في أحايين كثيرة- 

 

عائشة_العولقي

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن