'>
ذات يومٍ من أيام صيف عام 2008م حين كانت القوات العسكرية التابعة لنظام المخلوع صالح تحكم قبضتها الحديدية على مديريات ردفان الأربع بمحافظة لحج، بالقمع والسجن والتعذيب، بل والاستهداف المباشر بالقتل لكل من يرفع علم دولة الجنوب أو يردد الشعارات المؤيدة لاستقلال الجنوب أو يعمل على تشكيل حركات سياسية سرية، وبينما كُنا مجتمعين في الحبيلين ونحن في حيرة من أمرنا حول الكوادر الشبابية التي سوف تتولى قيادة العمل الشبابي لأهميته في الحشد والتنظيم للعمل الثوري والجماهيري فوجئنا بوصول ثلّة من الشباب والعرق يتصبب من جباههم قدموا وهم يحملون بعض الشعارات والملصقات والأعلام في أكياس (دعائية) وكأنهم في تلك اللحظات يحملون مواد مهربة يصعب تمريرها من أيّة نقطة عسكرية وكانت علامات الفرح والسرور بادية على وجوههم بنجاح المهمة التي أوكلت اليهم للتحضير للفعالية الجماهيرية التي سوف تقام صباح اليوم التالي.
لم تكن مفاجئتي بوصول هؤلاء الشباب إلى مكان اجتماعنا، بل بالهمة العالية والحماس الثوري الذي أبداه أولئك الشباب وقبولهم المخاطرة بحياتهم في سبيل قيادة العمل الشبابي بمحافظة على مستوى لحج وكيف سبقونا بالتفكير بتشكيل كيان أو حركة شبابية ضمن تشكيلات الحراك الثوري الجنوبي وزاد من استغرابي أن يكون من بين الشباب أحد الكوادر الشابة من أبناء مديرية المسيمير وهو المحامي / رمزي الشعيبي الذي تعرفت عليه منذ ذلك اليوم وكان في مقدمة صفوف قيادة العمل الشبابي مع زملاءه وأتذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر المحامي، أنيس البيه "رحمه الله" واسكنه فسيح جناته، والأخ منصر العرابي وصالح محمود أبو سهيل ومازن الردفاني وقايد نصر.. وغيرهم من الشباب الذين لا تسعفني الذاكرة لذكر أسماءهم من الشباب الذين قادوا العمل الثوري الشبابي الذي كان العمل فيه في بداية الأمر سرياً، ثمّ خرج إلى العلن والشواهد على أنشطتهم ومواقفهم كثيرة لا تحصى ولا تعد.
تذكّرت مواقف الشاب الشعيبي الذي صال وجال في ميادين النضال من ردفان إلى حبيل جبر ويافع والضالع وعدن وتعرض للاعتقال والتعذيب وشرد من منطقته وهو حاملاً راية الجنوب وقضية شعبه تذكرتها اليوم وأنا أشاهد البعض من يدعيّ النضال والوطنية ويشهرون أقلامهم للإساءة بالمحامي الشاب رمزي الشعيبي وكيل سيل من الاتهامات والافتراءات التي لا يقبلها صاحب ذو عقل أو بصيرة.
لن ندافع عن رئيس القيادة المحلية لانتقالي لحج رمزي الشعيبي ولن نمتدح تاريخه ومسيرة نضاله أو النجاحات التي حققها منذ تولّيه مهام القيادة المحلية للمجلس؛ لأن التاريخ لا يمكن أن ينكره أو يمحيه شخص بجرة قلم أو خطاب رنان وبما أننا في زمن التكنلوجيا والطفرة المعلوماتية وعالم الإنترنت فبإمكان أيّ شخص الولوج إلى عالم "جوجل" وسؤاله عن اسم رمزي الشعيبي وهو من سوف يخبره ماذا يعني هذا الاسم؟ وما هو تاريخه؟ وكيف بدأ مسيرة حياته ونضاله الثوري؟ وكيف تحمل المشاق وعرّض حياته للخطر؟ في وقت كان أصحاب حملات الإساءة والتشهير ترعتد مفاصلهم حال سماعهم طلقة رصاص وهم في غرف نومهم أو ربما كانوا ضمن جيل الأطفال آنذاك يلعبون ويلهون في الحدائق أو ملاعب كرة القدم.
ومنذ تولّى المحامي رمزي الشعيبي مهام عمله رسمياً رئيساً للقيادة المحلية لانتقالي لحج خلفًا للدكتور فضل هماش في 16 فبراير من العام 2019م، وهو يعمل بكل إخلاص وتفانٍ مسخراً كل جهده ووقته لإرساء دعائم العمل المؤسسي المنظم وخدمة أبناء لحج بكل ما يستطيع من إمكانات وجهود رغم الأوضاع الصعبة والمعقدة والمحتقنة في الوقت نفسه، والتي لا تخفى على أحد.
ولسنا بمنأى عن متابعة كل النشاطات التي نفذتها قيادة انتقالي لحج برئاسة المحامي الشاب رمزي الشعيبي والتي تكاد تكون شبه يومية وحرصه على إشراك الشباب والمرأة؛ ليكونوا نواة العمل الإداري والميداني، كما لم يغفل عن ترسيخ مبدأ الديمقراطية والشفافية في العمل الإداري في إطار القيادة المحلية ولم يكن يوم من الأيام من القيادات التي جاءت لتصفية حسابات أو النظر بمناطقية أو تعصب بل قالها وفي أكثر من اجتماع وفعالية (كلنا شركاء ورفاق نضال والمجال مفتوح لكل من أراد خدمة الجنوب وقضية شعبه).
لن نطيل في سرد نجاحات الرجل أو استعراض ما قام ويقوم بها من مهام وطنية لم تقتصر على العمل السياسي بل تعدته للعمل الجماهيري والعسكري على الأرض وكل ما يقوم به المحامي رمزي الشعيبي هو بمثابة رسالة واضحة ورد كافٍ وشافٍ للمأزومين والناعقين وأصحاب الأقلام المأجورة المرتهنة للعمالة والخيانة لخدمة اجندات معروفة بحقدها وعداءها للجنوب وقضيته ومجلسه الانتقالي وقياداته السياسية.
ينبغي على الجميع أن يسخروا أقلامهم وكل جهدهم خصوصًا في مثل هذه الأوضاع والمرحلة المفصلية من تاريخ شعب الجنوب نحو توحيد الجهود وتسخيرها صوب العدو الحقيقي الذي يتربص بنا وبقضيتنا ويتحيّن الفرصة للانقضاض على مشروعنا الوطني الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي الحامل الرئيسي للقضية الجنوبية التي قدم ومازال يقدم أبناء الجنوب قوافل من الشهداء والجرحى في سبيلها والانتصار لأهدافها ومبادئها السامية.