• آخر تحديث: الاحد 26 اكتوبر 2025 - الساعة:21:04:10
آخر الأخبار
أخبار وتقارير
تقرير خاص : انتقادات لاذعة للعليمي… واتهامات بإقصاء الجنوب وتغذية الفوضى..
تاريخ النشر: الاحد 26 اكتوبر 2025 - الساعة 20:52:10 - حياة عدن / غازي العلوي :

الشرفي يهزّ المشهد السياسي: شراكتنا مع الشرعية أصبحت عبئاً لا فائدة منه

العليمي يمتلك الموارد والخلايا

تصريحات الشرفي تفتح الباب أمام إعادة رسم خريطة التحالفات

الانتقالي الجنوبي يلوّح بإعادة تقييم الشراكة السياسية :

صبر الجنوبيين بلغ مداه… ولن نقبل العودة لمربع التبعية

هل دخلت الشراكة السياسية مرحلة الانهيار الكامل؟

بلا جميل غدار

تقرير – غازي العلوي :

تشهد الساحة السياسية اليمنية توتراً متصاعداً بعد تصريحات مثيرة أطلقها أنيس الشرفي، رئيس الهيئة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال مقابلة تلفزيونية بثّتها قناة عدن المستقلة، اعتبرها مراقبون "الأكثر حدة منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي".

 

فقد وجّه الشرفي انتقادات لاذعة إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، متهماً إياه بـ"سوء إدارة الملف الجنوبي، وتغذية الفوضى في المحافظات المحررة"، ومعتبراً أن ما يجري هو انعكاس لفشل الشراكة السياسية التي وُقّعت بعد اتفاق الرياض.

 

اتهامات متبادلة وتآكل الثقة بين الشريكين

 

أكد الشرفي أن المجلس الانتقالي بات يواجه صعوبات حقيقية في الحفاظ على الشراكة مع الحكومة الشرعية، بعد أن تحوّلت التفاهمات السياسية – حسب تعبيره – إلى مجرد "غطاء شكلي" لإدارة الملفات بعيداً عن روح التوافق.

وأشار إلى أن القرارات الحكومية تتركز بيد مجموعة ضيقة داخل مجلس القيادة، ما أفقد الشراكة توازنها، وأدى إلى تهميش القوى الجنوبية التي تمثل قاعدة رئيسية في معادلة الحرب والسلام.

 

وأضاف أن انعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه ودفع المرتبات، يتم توظيفه كوسيلة ضغط سياسي على الشارع الجنوبي، الأمر الذي اعتبره مؤشراً على "فقدان الثقة السياسية"، ودليلاً على ما وصفه بـ"نهج الإقصاء والتفرد في اتخاذ القرار".

 

 

تدهور الخدمات يفاقم الأزمة

 

تزامنت هذه التصريحات مع موجة غضب شعبي واسعة في محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت، نتيجة انهيار شبه تام في الخدمات العامة وتوقف مرتبات الموظفين.

وفي هذا السياق، صرّح وضاح الحالمي، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج، أن ما يجري "ليس مجرد تقصير إداري، بل سياسة ممنهجة لتطويع الجنوب ومعاقبة أبنائه".

 

وأوضح الحالمي أن الموارد والإيرادات العامة تُدار "بعيداً عن المعاناة اليومية للمواطن الجنوبي"، وأن القرارات الاقتصادية تُتخذ من دون إشراك المحافظات المنتجة، ما فاقم من معاناة الناس وأضعف الثقة بالمؤسسات الرسمية.

 

 

دعوات لإعادة تقييم الشراكة السياسية

 

تزايدت الأصوات داخل المجلس الانتقالي المطالبة بإعادة النظر في العلاقة مع مجلس القيادة، في ظل ما يصفه كثيرون بـ"فشل الحكومة في الوفاء بالتزاماتها تجاه الجنوب".

ويرى مراقبون أن تصريحات الشرفي والحالمي تمثل تحولاً واضحاً في خطاب الانتقالي، من الشراكة الحذرة إلى المواجهة العلنية، وهو ما ينذر بأزمة سياسية جديدة قد تهدد مستقبل التوافق القائم منذ عام 2022م.

 

ويشير محللون سياسيون إلى أن الرئيس العليمي يواجه اتهامات متكررة من خصومه السياسيين بإدارة الملفات بطريقة مركزية، ما جعل العلاقة بين مكونات مجلس القيادة الرئاسي تتسم بالريبة والتوتر.

وفي المقابل، تؤكد مصادر في الحكومة أن ما يجري في الجنوب هو نتيجة تراكمات إدارية وأمنية معقدة، لا يمكن اختزالها في شخص أو طرف واحد.

الجنوب بين مطالب الحقوق وتحديات الواقع

تعيش المحافظات الجنوبية اليوم على وقع أزمة اقتصادية وخدمية خانقة، وسط تراجع الثقة في مؤسسات الدولة، وارتفاع وتيرة الدعوات إلى استعادة القرار الجنوبي المستقل.

وأكد الحالمي في ختام تصريحاته أن صبر المواطنين قد بلغ مداه، وأن المعاناة اليومية لن تضعف عزيمة أبناء الجنوب، بل ستدفعهم إلى مزيد من التمسك بهدفهم المعلن في استعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.

 

 

قراءة في المشهد القادم

 

تُعد تصريحات الشرفي والحالمي مؤشراً على تحوّل نوعي في العلاقة بين مكوّنات مجلس القيادة الرئاسي، خصوصاً في ظل غياب حلول جذرية للأزمات الاقتصادية والخدمية.

ويرى مراقبون أن الجنوب قد يدخل مرحلة جديدة من إعادة الاصطفاف السياسي، تتحدد ملامحها بناءً على قدرة الأطراف على إعادة بناء الثقة أو الذهاب إلى خيارات سياسية بديلة.

 

ورغم الغموض الذي يكتنف المشهد، فإن المؤكد هو أن التصدعات في الشراكة بين الانتقالي والشرعية لم تعد قابلة للإخفاء، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة رسم خريطة التحالفات في الجنوب واليمن عموماً.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن