• آخر تحديث: السبت 13 ديسمبر 2025 - الساعة:13:49:26
آخر الأخبار
أخبار محلية
أ.د. محمد عبد الهادي لـ«إيجبتك»: ميزان القوى تغيّر… والدولة الجنوبية قادمة بإرادة شعبية ودعم إقليمي
تاريخ النشر: السبت 13 ديسمبر 2025 - الساعة 11:55:32 - حياة عدن / خاص

حاورته .. سها البغدادي 

في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها الجنوب اليمني، برزت التطورات العسكرية والأمنية في حضرموت والمهرة كأحد أهم المنعطفات التي تسبق مرحلة مفصلية في تاريخ الجنوب. ومع توسع نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي وتعزيز سيطرته على المحافظات الشرقية، تتزايد التساؤلات حول مستقبل العملية السياسية واحتمالات إعلان فك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية.

وفي هذا السياق، تحاور إيجبتك مع أ.د. محمد عبدالهادي عميد كلية الآداب  وعضو المجلس الأكاديمي لجامعة عدن سابقا، أستاذ الإعلام والعلوم السياسية بجامعة عدن،  الذي يُعد من أبرز الأصوات الجنوبية الداعمة لحق الشعب في تقرير مصيره، للوقوف على قراءته للمشهد الراهن، وتحليل دلالات الانتصارات الأخيرة، واستشراف مستقبل الجنوب في ظل التوازنات الإقليمية والدولية.

 كيف تقرأون قرار خروج القوات الشرعية من المهرة وحضرموت؟

قرار خروج القوات الشرعية من المهرة وحضرموت كان جزءًا واضحًا من اتفاق الرياض الأول، ورغم مقاومة بعض الأطراف لتنفيذه، فإن القوات الجنوبية أصبحت اليوم هي البديل الطبيعي في هاتين المحافظتين الجنوبيتين.
نحن أمام مرحلة جديدة، فحل الدولتين أصبح أمرًا عاجلًا وضرورة سياسية وأمنية، وكل المخططات العسكرية الجنوبية تتجه الآن لإسقاط مشروع إيران ومواجهة ذراعها الحوثية التي تستهدف الإقليم والممرات المائية الحيوية.

 ما حجم قوة المجلس الانتقالي على الأرض؟

المجلس الانتقالي هو القوة السياسية والعسكرية الرئيسية في الجنوب.
القوات الجنوبية تأسست منذ بدء عمليات التحالف لتطهير الأرض من المليشيات الإرهابية، سواء الإخوانية أو الحوثية، وهي قوات منظمة وذات عقيدة وطنية.
يحظى الانتقالي بتفويض شعبي واسع، كما أن قواته نجحت في إفشال عمليات تهريب كثيرة كان الإخوان يقومون من خلالها بتزويد الحوثيين بالسلاح.
قطع هذه الإمدادات أحدث تحولًا جوهريًا في إضعاف الحوثي والسيطرة على المنشآت الحيوية.

 لماذا كان لا بد من السيطرة على المحافظات الشرقية؟

المحافظات الشرقية غنية بالنفط والغاز ولها أهمية جيواستراتيجية كبيرة.
منذ حرب 1994 استولى نظام علي عبد الله صالح عليها بقوة السلاح، وحان الوقت لاستعادة الحق لأصحابه وفقًا للجغرافيا الجنوبية قبل الوحدة.
اليوم، تمكن المجلس الانتقالي من استعادة كل شبر من أرض الجنوب، والتحديات الآن تأتي من القوى السياسية والعسكرية اليمنية والحوثية التي تتباكى على ثروات الجنوب بعد أن انتهت الوحدة فعليًا على الأرض.

 هل يواجه الجنوب اعتراضًا من التحالف العربي؟

لا يوجد أي اعتراض من التحالف العربي، بل إن التحالف معني بالاستقرار وترسيخ السلام.
السعودية لا تعارض تحركات الانتقالي، خصوصًا أن انتشار القوات الجنوبية في الشرق يضمن حماية الحدود من التسلل والإرهاب والمليشيات.
اليوم التحالف ينظر للجنوب باعتباره شريكًا أساسيًا في حماية المنطقة.

 إلى أين وصل ملف فك الارتباط؟

فك الارتباط هو قضية شعب، وليس قرار نخبة سياسية.
المجتمع الدولي أصبح أكثر تفهمًا لمطالب الجنوبيين، والانتقالي يواصل تحركاته الدبلوماسية لكسب دعم دولي.
المجلس يحمل على عاتقه تنفيذ الإرادة الشعبية لاستعادة دولة الجنوب العربي.

 هل يستطيع الانتقالي إدارة الدولة بعد الاستقلال؟

الانتقالي قدم الكثير في مكافحة الإرهاب ونجح في تحرير أول المدن من الحوثي في 2015.
الخطوات القادمة تشمل السيطرة على مؤسسات الدولة، خصوصًا في باب المندب والبحر الأحمر، ما يعطي المجلس الانتقالي قدرة كاملة على إدارة المرحلة الانتقالية دون مخاوف كبيرة من الضغوط الإقليمية

هل ما زال المجلس الانتقالي يحظى بدعم شعبي؟

هناك إجماع شعبي واسع على تأييد المجلس الانتقالي وتفويضه لاستعادة الجنوب.
كما توجد مطالبة واضحة بإخراج القوات الشمالية من المحافظات الجنوبية.
نحن نواجه سيلًا من الشائعات لتشويه إنجازات الانتقالي، خصوصًا في ملف محاربة الإرهاب، لكن الوعي الشعبي بات أكبر من حملات التضليل.

 ما مستقبل المشروع الوطني الجنوبي؟

المشروع الوطني الجنوبي مشروع شامل، مبني على أسس وطنية واضحة، ولن تقتصر القوات الجنوبية على مناطق معينة، بل سيتم نشرها في كافة محافظات الجنوب خلال الفترة المقبلة لضمان الأمن والاستقرار الكامل.

ما المطلوب داخليًا قبل إعلان الدولة؟

لا بد من ترتيب البيت الجنوبي من الداخل، وتعزيز السيطرة على المؤسسات، وتوظيف الثروات في خدمة الشعب.
سيبدأ الجنوب في مرحلة إعادة بناء واسعة، والإعلان المنتظر سيكون قريبًا.

ماذا عن المرحلة السابقة 1994–2015؟

تعرض الجنوب لتدمير ممنهج من قوات علي عبد الله صالح، وتم نهب مؤسساته، وسيطرت عليها القبائل وحزب الإصلاح الإخواني.
لكن منذ 2015 بدأ الجنوب يستعيد مؤسساته تدريجيًا.
اليوم، تعمل القيادة على الدفع بالكوادر المتخصصة لتحسين الخدمات التي تعمدت جماعات شمالية تدميرها مثل الكهرباء والمياه.

 هل يحتاج الجنوب للدعم الدولي؟

بالتأكيد.
المجتمع الدولي يجب أن يدرك أن الجنوب قائم بجميع أبنائه، وأن دعمه سيخدم المصالح المشتركة، خاصة في حماية الممرات المائية التي يعتمد عليها العالم.

 هل إعلان الدولة يتطلب اعترافًا دوليًا؟

الاعتراف الدولي والإقليمي أفضل بلا شك، لكنه ليس شرطًا.
فك الارتباط أصبح أمرًا واقعًا، والعالم يعرف حق الجنوب، خاصة أن الجنوب كان دولة ذات سيادة ومستقلة.
سنؤسس دولتنا الحديثة بمجرد استكمال القضاء على الإرهاب وترسيخ الأمن.

كيف تقرأون موقف الشرعية؟

الشرعية وقواتها تعيش حالة خوف وهلع؛ لأنها تدرك أن الوحدة انتهت.
شعب الجنوب يرفض البقاء في دولة واحدة بسبب ما تعرض له من حرمان وقهر، بينما يتمسك الشمال بالوحدة لأنه المستفيد الأكبر منها.

ما هو ميزان القوى بالجنوب اليوم؟

ميزان القوى تغيّر بالكامل، والمجلس الانتقالي هو القوة المسيطرة فعليًا على الأرض سياسيًا وعسكريًا وإداريًا.

ما شكل الدولة الجنوبية بعد فك الارتباط؟

ستكون دولة حديثة، مستقرة، قوية اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا.
سنعمل على إعادة الإعمار، وبناء مؤسسات فاعلة، ووضع كل أبناء الجنوب في المواقع المناسبة وفقًا للخبرة والمؤهل، لتحقيق نهضة شاملة تليق بتضحيات الشعب.

في ختام هذا الحوار، بدا واضحًا أن المشهد الجنوبي يدخل مرحلة جديدة تتجاوز حدود السيطرة العسكرية نحو بلورة مشروع سياسي متكامل يسعى لفرض واقع جديد على الأرض. وقد أكد الدكتور محمد عبد الهادي أن الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق تطلعاته التاريخية، رغم تعقيدات اللحظة وضبابية المواقف الإقليمية والدولية.

ومع استمرار التحركات على الأرض وتغير موازين القوى في حضرموت والمهرة، يبقى الجنوب أمام مفترق طرق حاسم، ستكون نتائجه مؤثرة ليس فقط على مستقبله الداخلي، بل على المعادلات الإقليمية برمتها. وبين التفاؤل الحذر والطموح الوطني، تظل الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن شكل الدولة الجنوبية التي يحلم بها الملايين.

في ختام هذا الحوار، بدا واضحًا أن المشهد الجنوبي يدخل مرحلة جديدة تتجاوز حدود السيطرة العسكرية نحو بلورة مشروع سياسي متكامل يسعى لفرض واقع جديد على الأرض. وقد أكد الدكتور محمد عبد الهادي أن الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى لتحقيق تطلعاته التاريخية، رغم تعقيدات اللحظة وضبابية المواقف الإقليمية والدولية.

ومع استمرار التحركات على الأرض وتغير موازين القوى في حضرموت والمهرة، يبقى الجنوب أمام مفترق طرق حاسم، ستكون نتائجه مؤثرة ليس فقط على مستقبله الداخلي، بل على المعادلات الإقليمية برمتها. وبين التفاؤل الحذر والطموح الوطني، تظل الأيام القادمة وحدها كفيلة بالكشف عن شكل الدولة الجنوبية التي يحلم بها الملايين.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن