• آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:22:11:50
آخر الأخبار
أخبار عدن
كيف استطاع الزبيدي كسب نفوذ الثقة وفرض شروط التنفيذ ؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 07 ديسمبر 2021 - الساعة 21:19:25 - حياة عدن / حلمي شعبان :
جعل الزبيدي من ملف الوضع المعيشي للشعب في محافظات الجنوب منطقا وفاتحة للحديث مع اي طرف خارجي وحتى الجانب السعودي، بل مبتدا ومنتهى اي تفاوض حول استكمال اتفاق الرياض او الحل السياسي الشامل، ويبدو ان الزبيدي قد استمع جيدا لبطون الشعب في الجنوب خلال اقامته في مقره الرئيس بعدن وبدا في تقدير بن سلمان مترجما ماهرا لواقع الناس المعيشي ووقع ردود فعلهم وانعكاسات ذلك على المستقبل الاستراتيجي للامن الخليجي والقضية الجنوبية المدعومة خليجيا فبوصوله اوخر الشهر الماضي الى الرياض تحول السفير آل جابر الى ساعي بريد بين الزبيدي وولي العهد محمد بن سلمان. الزبيدي اختزل اصوات الناس بصوته النافذ خليجيا ونقل مطالبهم المعيشية والحياتية المصيرية من مجرد هتافات في شوارع عدن وحضرموت وغيرها من مدن الجنوب الى ملف احتل الاولويات العاجلة في قصر اليمامة، الامر لا ينبغي قراءته من نفاد صبر دول الخليج من اخفاقات حكومة الرئيس الشرعي  عبدربه منصور، بل من بروز نفوذ الزبيدي خليجيا سيما لدى المحمدين ابرز صناع القرار في المملكة والامارات، وثمة اسباب مست المرجعيات الاساسية لصون وحدة امن ومصالح دول مجلس التعاون الخليجي، ويكفي ان اصابت استكشافات المحمدين سهولة انحراف وجهة الرئيس هادي نحو الاسترتيجيات الجيوسياسية الاخوانية في المنطقة وسلامة مسار موقف الزبيدي ومجلسه الانتقالي من اي انحراف رغم التعرجات التي افتعلتها مراكز قوى سعودية في وقائع واحداث سابقة تلاقت مع ما يريد الفصيل الاخواني المهيمن على الحكومة والمؤسسة الرئاسية اليمنية جمعه وتحصيله ضد الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي وفق مخطط قطري هو في الاصل هدف تركي ايراني. طارح الزبيدي ولي العهد السعودي حقيقة الوضع المعيشي للمواطن في المناطق المحررة ووضع الاخير شروطا كان ينبغي طرحها على المؤسسة الرئاسية والحكومة اليمنية، ومع  ذلك لم يتعذر الزبيدي على اعتبار انها خارج سلطاته وامكانياته، بل وضعها مع ولي العهد موضع نقاش اسفر عن اتفاق ضغط مشترك على الرئيس هادي، وهي في جوهرها مطالب الانتقالي على الصعيدين الرسمي والشعبي، ابرزها تغيير ادارة البنك المركزي اليمني وسرعة اعادة تفعيل المؤسسات الرقابية كالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وتشكيل هيئة مكافحة الفساد. لعب السفير السعودي آل جابر دور الناقل لحزمة التفاهمات بين ولي العهد والزبيدي ذات الصلة بالشروط التي وضعتها المملكة قبل تقديم اي وديعة للبنك المركزي اليمني، وفي هذا السياق حمل آل جابر الى الرئيس هادي مالم يعتاد على حمله ، شروط المملكة التي يدرك هادي انها مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى مضض بدا تنفيذها باصدار قرار جمهوري قضى بتغيير ادارة مجلس البنك المركزي اليمني. لدى المملكة احساس بان مؤسسات رئاسة وحكومة هادي باتت اوعية لصناعة سمعة سيئة لعاصفة الحزم ومصدر شماتة بدول التحالف العربي، وهذا ما سهل للزبيدي في اقناع المملكة على ان سياسة التجويع والعقاب الجماعي الذي يعانيه الجنوبيون هو من انتاج تلك الاوعية.
التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن