• آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:22:11:50
آخر الأخبار
أخبار وتقارير
الاستراتيجية الإجرامية لـ«الحوثي» تُنذر بتصعيد الصراع
تاريخ النشر: الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 - الساعة 14:08:18 - حياة عدن/خاص
مع مواصلة ميليشيات الحوثي الإرهابية عرقلة مختلف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإحياء الهدنة، حذر خبراء ومحللون، من أن هذه العصابة الانقلابية تلجأ في الوقت الحاضر إلى تصعيد ممارساتها العدوانية في الداخل اليمني، للهرب من المأزق الدبلوماسي والسياسي والعسكري الذي يحاصرها حالياً.   فالاعتداءات التي تشنها الميليشيات الإجرامية ضد موانئ تصدير النفط وما يترتب على ذلك من حرمان لملايين اليمنيين من عائدات تمس الحاجة إليها في ظل الأزمة الحالية، تؤكد صحة ما ذهب إليه مجلس الدفاع الوطني، وهو أعلى سلطة عسكرية وأمنية في الحكومة الشرعية، من تصنيفٍ للعصابة الحوثية قبل شهرين على أنها «منظمة إرهابية» بشكل رسمي.   وشدد الخبراء على أن تلك الاعتداءات تشكل ثمرة للاستغلال المشين من جانب المسلحين الانقلابيين للشهور الستة التي طُبِقَت فيها الهدنة في اليمن بين أبريل وأكتوبر الماضييْن.   فخلال تلك التهدئة، التي لم يتسن تجديدها لفترة أخرى جراء المواقف الحوثية المتصلبة، عززت العصابة الانقلابية صفوفها بتجنيد المزيد من العناصر، وجلب أسلحة وعتاد من الخارج.   كما لم تتورع الميليشيات الحوثية عن تنظيم العديد من الاستعراضات المسلحة، خلال الهدنة، ما شَكَلَّ استفزازاً لقوات تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية، اللتين كانتا قد أقدمتا في المقابل على الوفاء بالتزاماتهما بموجب التهدئة، خاصة على صعيد السماح بالتشغيل الجزئي لمطار صنعاء الدولي، وإتاحة الفرصة لإيصال المشتقات النفطية عبر البحر إلى ميناء الحديدة.   وفي تصريحات نشرها موقع «فَير أوبزرفر» الإخباري الأميركي على موقعه الإلكتروني، أشار الخبراء إلى أن استهداف الموانئ النفطية يشكل تحولاً في الاستراتيجية الإجرامية التي تتبناها العصابة الانقلابية، من تنفيذ اعتداءات عبر الحدود في الفترة السابقة للهدنة، إلى ضرب منشآت ذات طابع مدني داخل البلاد، بعد أن أفشل الحوثيون جهود تمديدها.   وأكد الخبراء أن تواصل تلك الاعتداءات، في غياب أي أفق لإحياء الهدنة، يهدد بتصعيد أكبر للصراع الذي ظل حتى الآن محكوماً، رغم انقضاء التهدئة، مشيرين إلى أن إقدام الميليشيات الحوثية على مهاجمة موانئ تصدير النفط، يعود إلى تفاقم أزمتها الداخلية، وتقلص إيراداتها على نحو حاد، على مدار الأشهر القليلة الماضية.   ولا ينفصل هذا التصعيد، وفقاً لمراقبين، عن مواصلة الانقلابيين توظيف المؤسسات العامة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، لاستهداف خصومهم السياسيين، وهو ما تجسد في أحكام الإعدام الجائرة التي أصدرتها محكمة ابتدائية في صنعاء، في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، بحق 16 يمنياً بتهم مفبركة.   وأثارت هذه الأحكام غضب منظمات حقوقية دولية، أكدت أن ذلك التوظيف المتعسف للقضاء يمثل نتيجة لـ «إفلات العصابة الحوثية من العقاب».   ودعت هذه المنظمات الأمم المتحدة، مُمثلة في مبعوثها الخاص إلى اليمن هانس جروندبيرج، إلى التدخل لمنع تنفيذ تلك الأحكام وإلغائها، وضمان أن يحظى المتهمون في أي قضية يتم نظرها في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، بضمانات المحاكمة العادلة.   وفي هذا السياق، أكد المسؤولون عن «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، في تصريحات نشرها موقع «سكوب» الإلكتروني، أن أحكام الإعدام الأخيرة تكشف الثمن الباهظ المترتب على عدم محاسبة العصابة الانقلابية على جرائمها، والتبعات الوخيمة لإفلاتها من العقاب، على ما ترتكبه من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في اليمن، منذ استيلائها على السلطة في صنعاء بالقوة في خريف 2014.
التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن