• آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:04:20:34
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
ساعة عفاش في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب
تاريخ النشر: الجمعة 03 مارس 2023 - الساعة 15:29:59 - حياة عدن / د. صبري عفيف العلوي :
ساعتان مجسمتان في مدينة عدن لهما دلالتان مختلفتان ، الأولى رمز وأرث تاريخي لحقبة الاستعمار البريطاني، والثانية رمز للطمس والتزييف لحقبة الاحتلال اليمني. وشتان مابين الساعتين، فساعة بيغ بن عدن هي ساعة برج يعود بناؤها إلى عام 1890، وتقع الساعة على تل بمنطقة وحي التواهي بمحاذاة ميناء عدن. شيد هذا المعلم منذ أكثر من 133 عاماً عندما كانت عدن تخضع لسلطة مستعمرات الهند البريطانية الشرقية، صممها مهندسون بريطانيون وفقاً لتصميم ساعة بيغ بن في لندن ووصفوها بأنها «بيغ بن العرب» أو «بيغ بن الشرق». كان مبنى الساعة يدار من قبل حراس متخصصين يقومون بصيانتها، وبعد حرب 1994م تم نهب أكثر محتويات الساعة من قبل قوات نظام صنعاء، التي عمدت لسياسة طمس المعالم التاريخية في الجنوب ابتداء بمسجد أبان ومرورا بتمثال الملكة فكتوريا الذي تم نبهه إلى صنعاء ووصولا إلى تزييف الوعي وطمس التاريخ حين أمر البنك الأهلي اليمني أن يقوم ببناء ساعة على غرار ساعة بيج بن البريطانية في منطقة كريتر في عدن ظنا منه أن يجعل رمزية حكمه مشابها لحقبة الاستعمار. مما سبق تبين سياسية طمس الهوية وتزييف الوعي، فهل من المنطق أن يحدث مثل هذا في زمن الثورة وبدعم من قيادات محسوبة على الثورة الوطنية الجنوبية، تعالوا لنرى ما يؤسف جدا أن تأتي نخبة من المثقفين الجنوبيين لا سيما قيادة اتحاد أدباء وكتاب الجنوب، فحين وقعت بين يدي مجلة فنار عدن العدد رقم 16 وتفحصت الغلاف الخارجي للمجلة أنصدمت حد الألم لسياسة المجلة وليست تلك هي الصدمة الأولى بل أنها صدمات جمة، لكن الأمر الجلل ان تضع المجلة معلما وساعة ورمزية الاحتلال اليمني والمتمثل بساعة عفاش على غلاف المجلة، أن اختيار معلم عفاش، ليكون رمزا سيميائيا في غلاف العدد 16، فذلك أمر لا استطيع أن افهمه فإن كان ذلك مقصودا فان تلك كارثة، و إن لم يكن مقصودا فتلك كارثة أخرى، لا تغتفر ، فكيف لمن يدعي حماية الهوية الجامعة ان يقع في مزلق كهذا ؟ وكيف بمن أنيط بهم الدفع والدفاع عن معالم وأعلام الجنوب التي تم طمسها من قبل الاحتلال اليمني، يأتون اليوم، ليضعوا الرموز المزيفة والمعالم اليمنية الدخيلة على هويتنا كيف لهم تمرير المعلومات المغلوطة عبر المؤسسات الثقافة الجنوبية المتمثلة في مجلة منار الشهرية؟!. واتحادنا الثقافي الفتي. فهذا الأمر لا ينبغي أن يمر ، ولابد للقارئ السيميائي والمختص في نقد الصورة أن يقدموا هذه القراءات النقدية ويفندوا تلك الأخطاء والكوارث والمزالق الإعلامية الخطيرة التي تهدد هويتنا لا سيما التهديد من الداخل متمثلا بهذا المنبر الإعلامي الذي يعد وميض أمل، لاستعادة هويتنا وإبراز معالمنا وتاريخنا للأجيال القادمة.
التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن