عقد منتدى الجنوب لتنمية الوعي السياسي والاجتماعي، يوم الخميس 17 أبريل 2025، حلقة نقاشية في العاصمة عدن تحت عنوان: "جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية: حامي الوطن وقوة مهابة في المنطقة، والقوى التي تآمرت لتدميره وإقصائه من ساحة المعركة – قراءة في المشهد الجنوبي العام".
افتتح اللقاء سعادة السفير قاسم عسكر جبران مرحبًا بالحضور، ومن بينهم: نائب رئيس المجلس الاستشاري أحمد الربيزي، مقرر المجلس الدكتور أحمد مانع، مدير العلاقات الخارجية بالمجلس، وكيل محافظة الضالع عبدالله علي الجبري، إلى جانب نخبة من الأكاديميين، السياسيين، المستشارين، القادة العسكريين، الشخصيات الوطنية والاجتماعية، وأعضاء من الجمعية الوطنية.
كلمة الربيزي: تطمينات سياسية ومبادرات للوحدة
استهل نائب رئيس المجلس الاستشاري أحمد الربيزي كلمته بتقديم واجب العزاء للسفير قاسم عسكر في وفاة شقيقه العميد الركن علي عسكر جبران. ثم تطرق إلى الأوضاع السياسية الراهنة في الجنوب، مؤكدًا أن المؤشرات تدل على تطورات إيجابية قريبة تصب في مصلحة شعب الجنوب. كما أعلن عن قرب إعلان "مجلس شيوخ الجنوب العربي" كخطوة إضافية نحو توحيد الصف الجنوبي على قاعدة التصالح والتسامح.
وأشار الربيزي إلى مستجدات الساحة الإقليمية والدولية، موضحًا تأثيراتها على الوضع في اليمن والمنطقة، لا سيما في ظل التحولات الجارية في إيران واليمن.
العميد الحالمي: توثيق تاريخ الجيش الجنوبي ومأساة التدمير
قدّم العميد حسين الحالمي ورقة بحثية استعرض فيها نشأة وتطور الجيش الجنوبي، مشيرًا إلى أنه كان أحد أقوى الجيوش تنظيمًا واحترافية في المنطقة، قائمًا على عقيدة قتالية حديثة. وبيّن أن هذا الجيش تأسس بعد الاستقلال عن بريطانيا في 30 نوفمبر 1967، وتكوّن من قوات جيش التحرير، الكتائب النظامية، والبادية الحضرمية، وصولًا إلى هيكلية متكاملة شملت القوات البرية، البحرية، الجوية، الدفاع الجوي، والميليشيا الشعبية، إلى جانب وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة.
قوام الجيش الجنوبي وفق الحالمي:

عدد الأفراد: 82,000 ضابط وجندي

26 لواء قتالي

9 ألوية للدفاع الجوي والقوات الجوية

6 ألوية للقوات البحرية

5 ألوية للمدفعية والصواريخ

4 ألوية لسلاح الدبابات

3 ألوية للنقل والشرطة العسكرية والاستخبارات

3 ألوية قوات احتياط

3 ألوية تابعة لوزارة الداخلية

2 لواء لوزارة أمن الدولة

15 كلية ومدرسة تدريب عسكرية

وأوضح الحالمي أن مشروع دمج الجيش الجنوبي مع جيش الجمهورية العربية اليمنية بعد إعلان الوحدة في 22 مايو 1990 فشل، ليُستهدف لاحقًا في حرب صيف 1994 بمؤامرة إقليمية ودولية انتهت بحل الجيش وتسريح منتسبيه ونهب معداته.
انتهاكات ما بعد الحرب:

تسريح قسري للضباط والجنود

مصادرة المعسكرات والأسلحة

الاعتقالات والاغتيالات

إهانة الهوية العسكرية الجنوبية

طمس المؤسسات العسكرية الوطنية

وأكد الحالمي أن هذه الانتهاكات أسهمت في انطلاق الحراك الجنوبي عام 2007، الذي شارك فيه ضباط وجنود سابقون، وتفاعل معه مختلف فئات المجتمع الجنوبي مطالبين بفك الارتباط واستعادة الدولة.
توصيات الحلقة النقاشية:

الاستفادة من الكفاءات العسكرية الجنوبية في بناء الجيش الجنوبي الحديث ومؤسسات الدولة.

إعادة تنظيم الجيش الجنوبي على أسس وطنية حديثة وتسليحه بأفضل الإمكانيات.

توثيق الجرائم والانتهاكات المرتكبة ضد الجيش الجنوبي وتقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

توحيد التشكيلات العسكرية الجنوبية تحت مسمى "قوات الجنوب العربي" لتحقيق الانسجام المؤسسي.

إعادة تأهيل الكليات والمعاهد العسكرية الجنوبية وتزويدها بكوادر مؤهلة لبناء جيش محترف وحديث.