'>
وقفت أمام كتاب "طريق الأمناء لتحقيق الوفاء" لمؤلفه الشيخ جاسم بن محمد الياسمين، الصادر من مؤسسة الكلمة للنشر والتوزيع الكويتية، فشدني العنوان والمضمون، فالإسلام يكتسب قوته من قيمه، وقد جاء النبي - الذي نزلت عليه الرسالة وكان في الأربعين، وعرف في شبابه بـ "الصادق الأمين" - ليتمم مكارم الأخلاق (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
الصبر والصدق والأمانة والوفاء بالعهد والإخلاص وغيرها من جوانب الأخلاق كلها أعمدة ثابتة في البناء الإسلامي والأخلاق في الإسلام لا تتجزأ كما ورد في الكتاب السالف الذكر، ويقول رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: "أيما رجل أمّن رجلا على دمه ثم قتله فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتول كافرا".
فهذا الوفاء من أمير الشعراء أحمد الشوقي للمعلم:
قم للمعلم ووفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أعظم أو أجل من الذي .. يبني وينشئ أنفسا وعقولا
من مناقب الحبيب المصطفى الذي وقف على رؤوس الأمناء لتحقيق الوفاء مع من يحب أنه كان عندما يذبح شاة يوجه بإرسال شيء منها إلى فلانة ويعلل ذلك بأنها كانت من أصحاب خديجة رضي الله عنها.
طوبى للصالحين السالكين طريق الأمناء لتحقيق الوفاء مع من يحبون، ممن عرفهم الكتاب والسنة بأنهم الأحق بالمكرمة فأوصى بالوالدين والارحام والجيران والأرامل واليتامى ، كما عظمت روح المسلم في قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".. فإما أن نكون أو لا نكون فما لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فلا تنفعنا صلاتنا ولا صيامنا ولا حجنا ولا زكاتنا.
إننا في السلطة الرابعة (الصحافة) ننقل هموم المجتمع ونرصد الفساد والفاسدين ونرصد بلطجات كل من يقلق السكينة العامة، إننا أمناء ونتقصى الحقيقة والحق من خلال موقعنا في "الأمناء" ونكون أمناء بالتحلي بالأمانة ولا نخشى في قول الحق لومة لائم، والله مولانا.