'>
هل علينا الشهر الفضيل بروحانيته المباركة وبنفحاته الزكية الربانية بالخير والبركات ولكن ملامحه في وجه المواطن والطفل لم تكن بتلك البسمة والفرحة مثل سابق الأعوام تبددت بالبؤس والشقاء والمعاناة والمرض هذا المشهد الرباعي الذي بدا على وجوه العامة فلم نرى الاطفال بكثرة يلعبون ولا الكبار يتجمعون يسردون فكاهاتهم وطرفاتهم .. تبددت تلك الملامح بسبب حرب الخدمات .. فرمضان ومتطلباته في ظل الغلاء الفاحش والكهرباء الميتة سريريا وصيام وفطور وسحور في الظلام وأمراض وحميات منتشرة وغياب الطابع الصحي.. فالله يجازي سوء الجزاء لمن يقف وراء كل هذا العبث بحياة شعب بأكمله .. هذا الشعب الصابر والصامد في وجه الكوارث الذي يحمل بين حناياه طابع المدنية .. المدنية التي هي ارقى وأسمى معنى لأي شعب متمدن سلمي في العالم .. ومع هذا لم يلقى الوفاء والعرفان حتى في ظل هذا الشهر الفضيل.
لم نرى النور لهذه المشاهد المظلمة المقيتة ولم نجد سوى مسامير جحا ووعود عرقوبية التي وضعها الرعية الفاسدة في دهاليز حكومة الشرعية .. فلنرفع اكفنا إلى السماء وندعو في هذه الأيام المباركة دعوة مظلوم فدعوة المظلوم مستجابة ولاحائل بينها وبين رب العرش ويقول رب العرش للدعوة : وعزتي وجلالي لانصرنك ولو بعد حين.. هذه عدن المظلومة وهذا الشعب المظلوم اللذان لم يلقيا سوى الضيم والاجحاف والنكران والمعاناة والألم في ظل صمت مريب وتجاهل.. ولكن بالمقابل هناك رب السماء الذي سينصرهما .. فمادام للكعبة رب يحميها فلعدن واهلها رب يحميهم.