'>
هذا التشبيه هو الأنسب لما نحن فيه والاقرب لواقعنا المزري ويبدو أن هذا التشبيه وللاسف أصبح طاغي على ملامح حياتنا الا وهو القرية .. لقد أصبحنا نعيش في قرية فماذا تبقى لنا !.. حقوقنا هدرت ومقومات العيش سرقت وأحلامنا انتزعت فلم نعد نرى غير الكوابيس المخيفة جراء الكوارث التي حلت وتحل علينا.. فماذا تبقى لنا !.. قلناها مرارا وتكرارا أننا نعيش حرب عبثية ..حرب الخدمات لا كهرباء وماء وغلاء وعملة هابطة واقتصاد متدهور وصحة متدنية وحتى الاتصالات في مهب الريح كلها تلك مقومات الحياة معدومة ولوبي خفي يقف خلفها لن ولم يتركنا في سبيل حالنا حتى البسمة التي هي مفتاح الأمل لنا في المضي على معترك الحياة لو بإمكانه سينتزعها .
لقد أصبحنا في قرية فكيف كنا وكيف أصبحنا فماذا تبقى لنا !.. ولكن بقت لنا مدنيتنا التي نتحلى بها كشعب مثقف متعلم متمدن مسالم يحلم بالعيش الكريم.
ولو كنا اساسا في قرية لكان اهون وأسلم لأن القرية جوها نقي وصافي ومائها مدرار وراوي وأكلها وفير وصحي وصحيح أن ليس فيها كهرباء وليس فيها طابع التطور والتمدن إلا أن فيها راحة البال وصفاء الدهن والسكينة ولا ترى فيها (مليشيات ابو زعطان وأبو فلتان وعلان) ..ولا ترى فيها (لواء جدتي ولواء خالتي وعمتي).. ولا ترى فيها الفساد والنهب والإرهاب والحرب .. فما بين القرية والمدينة بون شاسع وأصبح واقعنا هكذا فماذا تبقى لنا !..