'>
حال العرب بالغ التعاسة لأنهم خاضوا تجربة الثورات التي جعلتهم مرواحين حيث هم؛ لأن من وصل إلى الحكم فهو من قوى الثورة والمعارضون لهم من قوى الثورة المضادة ولذلك دارت الأنظمة العربية في دائرة العبث ولم تخرج منها حتى اليوم.
كان للجنوب تجربته في إدارة الحكم فكانت هناك سلطنات ومشيخات وإمارات نشأت عنها محميات عدن الشرقية ومحميات عدن الغربية وكانت هناك عدن بدأت من درجة الصفر فنشأ المجلس التشريعي (برلمان مصغر) وكانت بدايته بالتعيين وارتقت التجربة عندما كان أعضاء المجلس منتخبين وكذا كانت المجالس البلدية.
بدأت تجربة الاتحاد الفيدرالي العقلانية في محميات عدن الغربية في فبراير 1959م، تم انضمت ولاية عدن في العام 1963م، وكان لعدن مجلس وزرائها ولها وزراء في الحكومة الاتحادية وقضت الثورة على إصلاح الجنوب وعدن في التجربة الرشيدة وبدأ الكفاح المسلح وانتهى بحربين أهليتين ثم الثالثة باعتراف الجيش بالجبهة القومية وسقط قتلى وجرحى ووقع في الأسر الآلاف فيما نزح الآلاف.
انفردت الجبهة القومية بالسلطة ثم دخل معها شريكان : اتحاد الشعب الديمقراطي (ماركسي) وحزب الطليعة الشعبية (البعث) وتوحد الجميع في إطار الحزب الاشتراكي اليمني.
دخل الجنوب نفقا مظلما في 22 مايو 1990م، وسقط الجنوب يوم 7 يوليو 1994م، وظل الجنوب ينزف ويعاني حتى انهزمت مجاميع الطغمة على أيدي مجاميع الزمرة بقيادة علي عبدالله صالح.
الظرف السياسي الحالي حسب ما صممته المخططات الاستخبارية الدولية التي قضت بتواري علي عبدالله صالح عن المشهد السياسي وظهور عبدربه منصور هادي البدل تحت مسمى الشرعية وظهور الحوثي كقوة ثالثة مهيمنة على الشمال وحليف إيران وخصم السعودية وهناك الانتقالي كقوة جنوبية.
على الجنوبيين أن يطلبوا صوت العقل ويعيدوا تجربة اتحاد الجنوب العربي Federation Of Arabia وذلك بقيام الفيدرالية في كل مناطق الريف وأن تقوم بالمقابل تجربة المدينة الدولة City State الناجحة قبل استقلال الجنوب وعدن في 30 نوفمبر 1967م.
بدون قيام الفيدرالية في كل مناطق الجنوب فإن الجنوب سيظل حيث هو لا حول له ولا قوة.