'>
قال نبينا الأكرم محمد: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وهي شهادة قطعية على كمال نبينا وهو ينشر رسالته على النحو الأفضل وتجلى ذلك في أوامره ونواصيه التي أكملت أوامر ونواهي الكتاب المقدس الذي نزلت آياته ولذلك وصفه ربه ((وإنك لعلى خلق عظيم))، ((وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)).
الصفة المغايرة لقيم نبينا محمد هي صفة المستبد الذي لا يرعى إلا مصالحه ولا يجند إلا فاسدين ليبث الضعف والانحلال فأدركت تاريخ البشرية يقدم دروسا للغلو والانحلال والأخيرة لا يمكن تفسيرها إلا على أنها "طبائع الاستبداد" لمؤلفها العالم والأديب عبدالرحمن الكواكبي الذي انشب لأسرة من أشراف حلب (الشام) موئل ولادته في 1855م، وأما وفاته في مصر مساء الخميس 18 يناير 1908م، مسموما على يد شخص ابتعثه الأتراك العثمانيون في الشام إلى مصر.
دخل عبدالرحمن الكواكبي التاريخ من أوسع أبوابه بكتابه "طبائع الاستبداد" الذي لا يزال مقروءا حتى اليوم فالاستبداد اقترن بالأعمال واقترن بالأخلاق واقترن بالتربية وهي ممارسات لا تزال موجودة في البلاد العربية والإسلامية إلا ما رحم الله منها، لأن الاستبداد يتوارى في ظل الشريعة والنظام المؤسسي.
الاستبداد كما يورد الكواكبي أنه لو أراد أن يحتسب وينتسب لقال :" أنا الشر وأبي الظلم وأمي الإساءة وأخي المقدر وأختي المسكنة وعمي الضر وخالي الذل وابني الفقر وابنتي البطالة وعشيرتي الجهالة ووطني الخراب.. أما ديني وشرفي وحياتي فالمال المال المال".
يتوسع الكواكبي في تناول مظاهر الاستبداد وصفها أن المال في الأصل الإسلامي هو مال الله إلا من الاستبداد يجعل المال في أيدي الناس عرضة لسلب المستبد وأعوانه وعماله غصبا أو بحجة باطلة وعرضة أيضا لسلب المعتدين من اللصوص والمحتالين الواقعين في ظل أمان الإرادة الاستبدادية.
قضى الاستبداد على كل مظاهر الإدارة والإرادة والأمانة والصدق وتقوى الله وأساس الحكم غير الرشيد وهو سيطرة الاستبداد على كل الفروض والواجبات المنصوص عليها في كتاب الله وسنة رسوله.
اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي رغم أنه عسكري إلا أنني وجدت فيه صاحب رئة ثالثة في تقبل الرأي والرأي الآخر في حين لا ترى ذلك عند مدنيين وأكاديميين إلا من رحم الله .. هذا الرجل قدرته عالية على فرز الألوان ويضع النقاط على الحروف وهي ظاهرة تطرق إليها الكواكبي أو أنه تجانس معه وهنا على اللواء بن بريك أن يضيف لمعلوماته أن الكواكبي مات مسموما وأضيف للواء بن بريك أن من الذين ماتوا مسمومين: عمر الجاوي ومحمد علي الريادي ويوسف الشحاري وفرج بن غانم ومحمد علي هيثم .
والله من رواء القصد يا أبا عصام.