'>
عندما كنا نشاهد معاملة الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني كنا نعرف أن وراء كل معاناة الشعب الفلسطيني هي أمريكا وبريطانيا، كما أن الشعوب العربية تتألم لممارسة الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني من مصادرة أراضيهم والقمع الوحشي والقتل والاعتقالات والاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى بتشجيع ودعم أمريكي بريطاني.
انحياز واضح ضد العرب والمسلمين، ويتضح ذلك جليا بإشعال الحروب والصراعات في الدول العربية وتغذيتها واستثمارها لمصالح شعوبهم، فكل الأحداث المأسوية في المنطقة العربية هي مخططات أمريكا وحلفائها الغربيين لنشر الكراهية والانقسامات وتغذية الصراعات الطائفية والاضطرابات التي تعاني منها الشعوب العربية ومنها اليمن بسبب السياسة الاستعمارية "فرق تسد".
لقد استغلت أمريكا وحلفاؤها اضطرابات ثورات الربيع العربي والعمل على إثارة الصراعات ودعم الانقسامات والحروب ولا تزال هذه البلدان التي أنهكتها الحروب الداخلية تعاني لليوم، الدولة الوحيدة التي أفشلت مخططاتهم هي جمهورية مصر العربية لوجود جيش وطني وشعب واعٍ يعي ماذا يحدث إذا انهارت وسقطت الدولة.
واليوم نجد الوجه القبيح لأمريكا وحلفائها الغربيين وانكشاف زيف الادعاء باسم الإنسانية من خلال كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وبرغم حجم الكارثة وما يفرضه الواجب الأخلاقي من تقديم الدعم الإنساني والمادي لمتضرري الزلزال.
لكن ما حصل كان مفاجئًا، بحيث أن بعض الدول العربية بشكل خاص والدولية بشكل عام تخلت عن هذا الواجب الإنساني تجاه سوريا خوفا من "قانون قيصر" الذي تم تبنيه في الولايات المتحدة في عام 2020م لخنق الشعب السوري، وبعد تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورة انتشار الأمراض المعدية بسبب صعوبة الظروف التي تمر بها سوريا وكان هناك مناشدات عربية ودولية وبعد 7 أيام من أكبر كارثة تاريخية يشهدها العالم يتم الإعلان عبر وزير خارجية أمريكا برفع الحظر الجزئي للسماح لدخول مواد الإغاثة الإنسانية والطبية إلى سوريا لمدة 180 يوما فقط وهكذا يتضح قبح إنسانيتهم فهم دعاة شر لا دعاة خير.
أما إنقاذ الشعوب الإسلامية والعربية وقت الكوارث لا يعنيهم، فالمجتمع الغربي لا يحسب أي حساب إنساني مهما كانت المعاناة بعكس إذا حصل مكروه لدولهم تراهم يهرعون بتقديم الدعم والمساعدات بأسرع ما يمكن.
نتمنى من حكام العرب والمسلمين أن يأخذوا عبرة مما حصل ودرسا من دروس الغرب تجاه كل مسلم وعربي، والسعيد من اتعظ بغيره.