'>
قصة حقيقية وإن كانت بسيطة فهي تنذز بمؤشرات خطيرة ..
حادثة جرت اليوم عكست لنا مدى الوضع المعيشي الذي وصل له غالبية الناس الفقراء في البلاد، وحالة الفقر التي دفعت بالكثير من الناس لسلك طريق غير مشرعة للبحث عن لقمة العيش لأولادهم.
ونحن ورفاق من الجنود على السيارة اثناء توجهنا للعمل فوجئنا بمواطن يلاحق احد الأشخاص جريا ، وعندما رأى الجنود على سيارتنا، كان يصيح لنا : الحقوه ..هذا سارق . وهارب ..
بعد عدم قدرته لملاحقته. طاردنا الرجل السارق وكان من نازحي إحدى المحافظات الشمالية بالسيارة وكان يجري هاربا وبقوة طاردوه الجنود وتمكنا من القبض عليه .
وسرعان ما اجهش بالبكاء والتذلل ويطلب العفو بعد وقوعة بقبضتنا .
وحقيقة ..تصدقه.. إذ كان يبكى بحرقة قائلا: اولادي جياع وسرقت دبة ديزل ولما كشفت وطاردوني رميتها ، وظلوا يطاردوني حتى مسكتم بي ويقسم الإيمان ان ما فعلها إلا لحاجة أولاده وأسرته للطعام ..
وتدخلنا على أساس إقناع صاحب الديزل ان يعفو عنه. وفعلا تركه مقدما شكره لنا .
الشاهد في القصة هي الحالة المعيشية التي وصل لها المواطنون في البلاد حتى يطروا لسرقة أشياء لا تسوى!! .
ومثل هذه الأحداث سنشهدها وبشكل تدريجي مع الأيام في ظل انقطاعات الرواتب ، وغلاء الأسعار، وانسداد الأفق أمام الفقراء المعدمين ...
ليس هذا الجانب ! حتى سياسة تطفيش المنظمات الإغاثية والإنسانية التي لم نعد نلمسها في الكثير من محافظات الجنوب إلا ما ندر والتي يمكن أن تخفف من آلام المواطن .
سنشهد عمليات السطو ، والحرابة والتقطع ومداهمة المحلات والممتلكات الخاصة والعامة بدافع الفقر والجوع حقيقة....!! ليس تهويلا في الأمور !!
سيرتفع معدل الجريمة وسيتخذ أساليب وحرف خطيرة .
الحالة المعيشية تتعقد يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، وتنبئ بتبعات ليست حميدة على المجتمع.
ثورة الجياع إذ لم تؤخذ مسارها الصحيح ستنحرف بالمسار الآخر .
ارتفاع الأسعار وعدم وجود رقابة للتجار ولا تفعيل الغرف الصناعة والتجارة ولا تواجد للدولة مصب ومنزلق خطير نحو الفوضى .
نحن أمام كارثة معيشية سيتحول الكل إلى متسولين على قارعات الطرق إن لم ينجروا نحو المسار الخاطئ . لن تكون البلاد إلا لأقويا البطش والنفود من الفاسدين أصحاب المال .
لا نبرر للجريمة ولا ندعو لها ..
وكل مرتكب جريمة مسؤولا عن نفسه، وسيعرضها للإجراءات المستحقة .
غير أننا أمام وضع معيشي ومرحلة اقتصادية معقدة جدا .
الفقر لا رحمة له في حين يتوصل الإنسان في بلدنا إلى أن يرى أولاده يصارعون الموت جوعا وفقرا وبين أن يوفر لهم لقمة الحياة والأمر بات صعبا.. إذ عجت البلاد بالمتسولين، وكثرت الجرائم وكلها متصلة بتبعات ما آلت إليه الأوضاع المعيشية في البلاد .
من المسؤول عما وصلنا إليه من تعقيد بالغ في الوضع المعيشي للمواطن في الجنوب ، ومن المسؤول عن الأزمات الاقتصادية المعيشية في البلاد من قطع الرواتب وتدهور العملة الوطنية والارتفاع الكبير في الأسعار وما يعسكه من ثقل على عاتق المواطن ووضعه المعيشي؟!!
. وهل يمكننا القول أننا فعلا وصلنا إلى تبعات هذه الحالة من تزايد مستوى الجريمة بسبب الفقر وأننا نعيش في هذه الأيام كثرة الجرائم الجنائية المرتبطة بدوافع الفقر والحاجة ..
حسبنا الله ونعم الوكيل في ظل كل الجهات المسؤولة تتنصل وتنظر مآلات الحال والوضع المعيشي بصمت مريع بات القلق يعترينا ..نسأل الله حسن الحال .