'>
بعد فوز الرئيس الأمريكي الجديد بايدن بالانتخابات الرئاسية ، كتبت مقال وفي إحدى فقراته أن السعودية لن تقبل أي إبتزاز رخيص أكان بملف الحرب في اليمن أو حقوق الإنسان من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأوروبية والاسياوية والإقليمية .
بينما يحرق ويقتل الآلاف أحياء من المسلمين الروهينغا الضعفاء ويشرد مئات الآلاف في ميانمار أمام مسمع ومراى أمريكا والعالم ، ينتفضون ليس إنتصار للحق بل من أجل الابتزاز الرخيص على مقتل خاشقجي وبعض المعتقلين في السعودية .
هل من مصلحة السعودية أم من مصلحة إيران ووكيلها المحلي مليشيات الحوثي استمرار الحرب في اليمن ، كنت أتمنى من المملكة العربية السعودية وقف الحرب قبل ثلاثة أو أربعة أعوام ، وتحديدا بعد فوز ترمب الانتهازي ، رغم عدم اقتناعي بالطريقة والأداء السياسي والعسكري للاشقاء السعوديين في الحرب اليمنية ، والتي كانت نتائجها تعرض الأمن القومي السعودي إلى نكسات القصف الحوثي للرياض وارامكو وأبها وغيرها من مناطق المملكة .
الأمن القومي السعودي واليمني والإقليمي يواجه تهديدات ومخاطر اقليمية ودولية ومن أهمها :-
1) التوسع والتمدد الإيراني في المنطقة بدعم غربي ( أوربي أمريكي ) .
2) إستمرار مشروع الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط ( مشروع أوباما وهيلاري كلينتون وبايدن ) .
3) هناك إعتراف رسمي مبدئي بمليشيات الحوثي من قبل الأمم المتحدة وظهر جليا في ردة الفعل المؤازرة والداعمة للمليشيات ، والرافضة لتصنيف الخارجية الامريكية للحوثة كمنظمة إرهابية ، والاعتراف الأمريكي الرسمي تجلى بقرار بايدن شطب مليشيات الحوثي من قائمة الإرهاب ، كل ذلك العمل الشيطاني الأممي الأمريكي والاوروبي يهيئ لأن تكون المليشيات الحوثية شوكة بخاصرة السعودية واليمن والمنطقة كحزب الله اللبناني في لبنان .
من المستفيد من استمرار الحرب في اليمن ، ومن المتضرر من وقف الحرب في اليمن ، المنتصر في الحرب مهزوم بالسلام ، والمستفيد من السلام مهزوم في الحرب .
اليوم السعودية مستفيدة من السلام أكثر من أي وقت مضى ، ورب ضارة نافعة وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وقف الحرب هو وقف نزيف التكاليف الباهظة الثمن للحرب ، هو وقف لاستهداف المملكة من قبل أداة إيران الرخيصة في اليمن ، وقف الحرب لا يعني الخضوع والخنوع والاستسلام لضربات وخروقات ميليشيات الحوثي في الأراضي السعودية دون رد .
فلتاخذ المملكة الدروس والعبر من حرب تموز 2006 م التي شنتها إسرائيل على حزب الله اللبناني الإيراني في لبنان ، وكانت بسبب اختطاف جنديين إسرائيليين من الشريط الحدودي لغرض المساومة بإطلاق عدد من أسرى الحزب بالسجون الإسرائيلية ، الرد الإسرائيلي كان عنيف جدا جدا على كل لبنان عامة والضاحية الجنوبية خاصة .
حينها خرج حسن نصر الله أمين عام الحزب على الإعلام نادما ومتحسرا وباكيا وقال : لو كنت أعلم أن الرد الإسرائيلي سيكون بهذا العنف ما أقدمت على خطف الجنديين الاسرائيليين ، ووقف العالم منددا وشاجبا ومطالبا بضبط النفس وإحترام حقوق الإنسان والمواثيق والاعراف كالعادة .
هل تتعلم السعودية من حرب تموز 2006 م في لبنان ، الوكيل اليمني لإيران أضعف بكثير من الوكيل اللبناني ، بل أن من يقاتلونها اليوم هم بقايا النظام السابق من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، وبالتالي لن يحتاجون لجهد وفعل يضاهي فعل إسرائيل بحزب الشيطان اللبناني ، ولهذا نرى التحالف يبقي على طارق عفاش وقواته على أهبة الإستعداد لمواجهة قواته السابقة التي أصبحت أحد أهم الأسباب في صمود مليشيات الحوثي الإيرانية .
إيران ومليشيات الحوثي الإيرانية اليمنية ليس من مصلحتهما إطلاقا وقف الحرب في اليمن ، وكذلك ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول المنتجة للسلاح وقف الحرب في هكذا وضع أقتصادي عالمي منهار ، ما يفكرون به الآن تلك الأطراف الإقليمية والمحلية والدولية هو حالة اللا حرب واللا سلم مع استمرار استهداف المملكة العربية السعودية بالصواريخ والدرونز ، وفتح حروب بالداخل اليمني هنا وهناك .
توقف الحرب في اليمن يعني دخول إيران ووكيلها المحلي مليشيات الحوثي في أزمات لا تنتهي في اليمن وإيران مع شعبيهما الفقيران المنهكان الجائعان ، الحرب أخرست تلك الألسن وأسكتت قرقرت تلك البطون خوفا من بطش زبانية المجهود الحربي ، مع توقف الحرب في اليمن ستبدأ معارك جديدة لإيران ومليشياتها في اليمن على مستوى تحمل رواتب الجيش والأمن والسلك المدني ، وتوفير كل احتياجات ومتطلبات الحياة للمواطنين ، وستفشل مليشيات الحوثي الإيرانية بإدارة المناطق الشمالية التي تقع تحت سيطرتها كما فشلت الشرعية بإدارة المناطق المحررة قليلة التعداد السكاني مقارنة بالشمال ، وستدخل مناطق سيطرة مليشيات الحوثي في حروب أهلية ونزاعات قبلية مسلحة ودموية من أجل تقاسم النفوذ والثروة والسوق السوداء ، وسيتحالف أمراء الحرب كل في منطقته ضد أمراء المناطق الأخرى بسبب غريزة البقاء للاقوى .
ولهذا وقبل إعلان نهاية الحرب في اليمن نشاهد إصرار غير مسبوق ، وحملة عسكرية ليش لها مثيل للاجهاز على ما تبقى من مأرب من أجل السيطرة على منابع ومصادر النفط والغاز والطاقة ( محطة مأرب الغازية 400 ميجاوات ) .