'>
لا نريد جنوب على الطريقة العفاشية كالذي نراه اليوم للأسف الشديد ، بل جنوب يسوده العدل والمساواة وسيادة القانون ، الكل يترقب هفوات وفشل الآخر من أجل إستثمارها لإحراز نقاط التقدم في مباراة الوصول لكرسي السلطة ، ولا يهمهم أن يدفع الشعب ثمن تلك المباراة الخاسرة ، يتوحد كل الفرقاء السياسيين وغيرهم على مستوى العالم عندما يشعرون أن هناك تهديد مباشر يهدد وجودهم على الأرض ، إلا نحن تزيدنا فرقة وإنتهازية وجشع .
يتناسون أحقادهم ويرحلون خلافاتهم حتى تنقشع غمة الكارثة المدمرة التي لا تفرق بين عدوا أو صديق ، يحاولون عدم إستثمار الأزمة بقدر المستطاع لكي لا يتضرر الشعب فوق ضرره القائم ، لأن المصاب جلل والخطر وجودي يهدد الكل .
التجرد من القيم والأخلاق والثوابت الوطنية يتجلى بأبشع صوره اليوم في عدن والجنوب ، لأن الواقع على الأرض يقول غير ذلك ، من خلال الإنتهازية المفرطة وعدم تلمس هموم ومشاكل ومأساي الشعب الذي يعيش أسوأ أيامه على الإطلاق .
كالأطفال يقلدون بعضهم البعض بالأعمال الشريرة ، يتسابقون على من يفشل الآخر ، ولا يعلمون بأنهم جميعا يصنعون فشل هذا الشعب وليس فشلهم ، إنهم يعبثون بصحة وكرامة وإنسانية شعبهم بإسم الشعب .
إنهم مجموعة من بائعي الأوطان والشعوب بثوب الوطنية والتحرر الزائف ، لم يعرف النجاح والتفوق لهم طريق في حياتهم السابقة والحالية .
ستتمنون يوما العودة إلى وطنكم هربا من جائحة أو بحثا عن كرامة سلبت منكم في ديار الآخرين ، سيلفضكم الشعب هذه المرة لأنه أدرك حقيقتكم الإنتهازية والتبعية .