• آخر تحديث: السبت 27 ابريل 2024 - الساعة:19:31:10
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
عدن .. حين يقسوا كل شيء .
تاريخ النشر: الخميس 17 اغسطس 2023 - الساعة 23:40:44 - حياة عدن /كتب / عبدالله الانصاري :
في الصباح ينهض الناس في كل العالم إلا في عدن قليلاً هم النائمون فكيف لك أن تنام في ظل حرارة تلفح جسدك ورطوبة تغرق فيها ، والمحظوظ من صادف الكهرباء لينام لـ 120 دقيقة فقط وبعدها يتسلل التيار الكهربائي تاركاً منازل الناس في الظلام تزحف إليها موجات الحر مجدداً لتخنق الأجساد النحيلة وتوقظ الأهالي مرة أخرى وكأنهم حبيسي زنزانة كبرى وقد حان سوط السجان. في الحقيقة إنها زنزانة كبرى اسمها عدن ، تمارس أساليب التعذيب فيها ببشاعة ، يختلف الساسة ويدفع الثمن الاهالي ، يتفق الساسة مرة اخرى ويدفع الاهالي أيضاً الثمن ، فإذا اختلفوا عرقلوا الخدمات وإذا اتفقوا تقاسموا كل شيء ، مالذي فعله الناس حتى يدفعون الثمن في كل مرة ولماذا عدن تستحق كل هذه القسوة . في المقابل ستبهرك منابر الإعلام وهي تتراشق الاتهامات وتوظف كل شيء لصالح تيارها ، ويؤسفك حال الناس وهم يتجرعون الويلات ، وسيحزنك ذلك الكم من حوداث ومآسي كان لتردي الأوضاع السبب الأكبر في حدوثها . في زانزانة كبيرة تسمى عدن يمارس التعذيب بالترتيب ، قد تتحسن الكهرباء ولكن ستنقطع المياه قد يأتي لجزء من الناس راتباً ولكن ستنهار العملة قد يلوح في الافق تفائلاً ولكن شركة النفط تعلن رفع تسعيرة الوقود ، قد يعم الهدوء ولكن ستحدث مشكلة تعكر حياة هذا الشعب المغلوب على أمره ، قد يتحمل الناس الكثير ولكن ستأتي جريمة مروعة تدب الرعب في كل مكان لأيام ، في عدن يقسوا كل شيء على المواطن. في خضم كل هذه المعاناة يأس الناس من الحديث أين المسؤولين ؟. المسؤولين ! انهم جاهزون للتبرير وتبادل الاتهام ولعب دور الضحية فقد وجدوا ذلك أقصر الطرق للتنصل عن واجبهم ، بالمقابل تمارس الصحف الصفراء أشنع طرق التظليل وتطلق الوعود الزائفة والتبريرات الرعناء وتخدع الناس حتى وجدوا أنفسهم في واقع لايدركون تصديق من ، لأن من يتباكى على أوجعاهم ستجده في أول منعطف هو سبب آخر يضاف لوجع هذه المدينة المنكوبة . وما دام الضمير الحي غير موجود ولا اخلاص يرسوا في النفوس فلاتنتظر من أي مسؤول انجازا ، ولكن لايزال في مزبلة التاريخ متسع لكثير من المسؤولين في عدن ، ومن المحال دوام الحال .
التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن