في ظل ما تمر به العاصمة عدن من تحديات أمنية وسياسية، تبرز محاولات بعض الجهات لإثارة البلبلة ونشر الشائعات للتشكيك في قدرات الأجهزة الأمنية، التي تمثل صمام الأمان وضامن الاستقرار في المدينة. هذه الحملات الممنهجة تثير تساؤلات عديدة حول المستفيد الحقيقي من إضعاف ثقة المواطنين بالأجهزة الأمنية .
المستفيد الأول من هذه البلبلة هم أعداء الاستقرار، الذين يسعون لتحقيق مكاسب سياسية أو مادية على حساب الأمن العام. هؤلاء يدركون أن التشكيك في الأجهزة الأمنية يؤدي إلى خلق فجوة بين المواطن والأجهزة الأمنية ، مما يضعف الجبهة الداخلية ويفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى .
إلى جانب ذلك، تُعتبر الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة من أبرز المستفيدين من هذه الشائعات. فالتشكيك في كفاءة الأجهزة الأمنية يشجع تلك الجماعات على التحرك بحرية ، مستغلة حالة عدم الثقة لتوسيع عملياتها واستهداف استقرار المدينة.
أيضًا، تستفيد شبكات الفساد والجريمة المنظمة من هذا التشكيك، حيث يؤدي إضعاف الأجهزة الأمنية إلى تقليل الرقابة، ما يمنحها فرصة لتنفيذ أنشطتها دون مقاومة تُذكر.
ولا يمكن تجاهل دور بعض الأطراف السياسية التي قد ترى في زعزعة الثقة بالأجهزة الأمنية وسيلة لتحقيق مكاسب في صراعها على النفوذ، وتشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي وإظهاره بأنه غير إدارة شؤون المدينة سواء عبر إضعاف خصومها أو خلق بيئة من عدم الاستقرار تخدم أجنداتها الخاصة .
إن المستهدف من هذه المحاولات ليس فقط الأجهزة الأمنية، بل النسيج الاجتماعي ككل. فالتشكيك يزرع بذور الفوضى ويُضعف الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار. لهذا، يتعين على الجميع التصدي لتلك المحاولات من خلال نشر الوعي والتحقق من الأخبار قبل تداولها، ودعم الأجهزة الأمنية باعتبارها حجر الزاوية في حماية المدينة وسكانها.
إن استقرار العاصمة عدن مسؤولية جماعية، وأعداء الأمن لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم ما دام المواطن واعيًا ومدركًا لأهمية الحفاظ على الثقة بالأجهزة الأمنية، التي تعمل ليل نهار من أجل حمايته وحماية وطنه.
يمثل استقرار العاصمة عدن حجر الزاوية لتحقيق الأمان والتنمية المستدامة. إذ أن عدن ليست فقط مركزًا تجاريًا وميناءً استراتيجيًا، بل هي أيضًا عاصمة الجنوب الأبدية ورمز للوحدة الوطنية والانفتاح ، وأي اضطراب في عدن ينعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين، على الاقتصاد الوطني، وعلى الخدمات العامة الأساسية كالصحة والتعليم والطاقة.
إن استقرار عدن يعني توفير بيئة آمنة للاستثمارات المحلية والدولية، مما يدفع عجلة التنمية ويخلق فرص عمل، ويساعد في تحسين مستوى معيشة المواطنين. كما أن الاستقرار الأمني والإداري يسهم في تعزيز الثقة بين المواطنين وقيادتهم، ويجعل العاصمة نموذجًا يُحتذى به في بقية المحافظات.
كما نود الإشارة إلى أن ثمة مسؤولية كبرى تقع على عاتق قيادة العاصمة عدن في تحقيق التوازن بين الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالتنمية تحتاج إلى بيئة آمنة ومستقرة، والقيادة الحكيمة تدرك أن العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني هو المفتاح لتحقيق هذه المعادلة.
من خلال دعم قيادة المحافظة وتمكينها من تنفيذ خططها، يمكن تحقيق إنجازات ملموسة في مختلف القطاعات، مثل تحسين البنية التحتية، وتطوير التعليم، وتوسيع الخدمات الصحية، وتشجيع الاستثمار.
إن استقرار العاصمة عدن هو مسؤولية الجميع، وليس فقط الأجهزة الأمنية أو القيادة المحلية، فالتكاتف الشعبي من خلال التعاون مع الجهات المعنية، وتجنب الشائعات، ودعم الجهود التنموية، يعزز من استقرار العاصمة ويضمن مستقبلًا أفضل للجميع.