'>
انعكاس تراكمات الصراعات واستمرار الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية الإرهابية ونتائجها الكارثية على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتزايد أعداد البطالة والفقر في مجتمعاتنا مما أصاب أفرادها بأمراض مزمنة وخطيرة ولا يمكن علاجها وتفشيها في المجتمع بشكل فظيع وهي أشد فتكا من الأمراض الصحية والتي يمكن علاجها.
كما أن تدني مستوى الوعي المجتمعي وغياب دور خطباء المساجد في الوعظ والإرشاد وعدم تبني مشاكل وهموم الناس في النطاق الجغرافي الذي يقع فيه المسجد، في ظل تدني مستوى التعليم وأصبح أفراد المجتمع يحركهم الخوف والمصلحة الشخصية والجشع حتى استيقظ الجميع على كابوس مرعب يتمثل بالعنف والفساد والكراهية والنصب والاحتيال والحسد والكسب غير المشروع وعدم الشعور بالذنب كلها عومل أدت إلى فقدان للقيم الأخلاقية، بل وتحولت هذه السلوكيات المدمرة وانهيار الأخلاق إلى فضائل تقاس بها شطارة الفرد تحت مسمى (الفهلوة) بهذا المفهوم السلبي تم تغييب الوعي في مجتمعاتنا.
ومن أخطر هذه الأمراض انتشار المخدرات وتعاطيها بين أوساط الشباب والتي تؤدي إلى الانحراف وارتكاب كثير من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة، وانعكاسها على مستقبل الشباب وخراب الأسرة والمجتمع.
مرض الجشع والطمع "البلطجة" والسطو على أراضي الناس ونهب ممتلكاتهم، والمصابون بهذا المرض هم شخصيات نافذة مدنية وعسكرية يستغلون مناصبهم بالدولة ويتم الاعتداء والبسط على الأراضي بقوة السلاح وما لديهم من المال الحرام واستغلاله في الاستقواء على حقوق الضعفاء وكم من دماء تهدر وأرواح تزهق دون رحمة أو ضمير، في غياب تام للأجهزة الأمنية والقضائية وضعف القوانين الرادعة لكل من يمارس هذه الأعمال الخارجة عن القانون، كل ذلك ناتج عن ضعف الإيمان وتخلينا عن قيمنا الدينية والأخلاقية والإنسانية، وأصبح أكثرنا يؤدي العبادة بدون خشوع وقلوبنا مليئة بهذه الأمراض، وفضلنا مصالحنا الذاتية على حساب مصالح الآخرين، وتخلينا عن الأعمال الإنسانية النبيلة كالتسامح والاحترام وتقديم العون والمساعدة والحفاظ على الروابط الأخوية والأسرية والمجتمعية، ولا سبيل من الخلاص من هذه الأمراض إلا بالعودة إلى الله ومراجعة ذواتنا وإصلاح أنفسنا والخوف من عواقب أعمالنا.