'> ياسر اليافعي | الاحتفال بالفشل!
  • آخر تحديث: الاثنين 02 ديسمبر 2024 - الساعة:23:20:43
آخر الأخبار
المقالات
الاحتفال بالفشل!
ياسر اليافعي
تاريخ النشر: الاثنين 28 ديسمبر 2020 - الساعة 20:46:42

الاحتفال بالفشل ليس مقصورًا على أبناء الشمال الذين يحتفلون اليوم بذكرى 26 سبتمبر، ميلاد الجمهورية العربية اليمنية، وهي الثورة التي  فشلوا وعجزوا أن يحققوا أهدافها، وبسبب فشلهم رجعوا إلى نقطة الصفر وأضاعوا مكاسب الثورة، ولم يتعلموا من الأخطاء بل ما زالوا جميعهم يقفون خلف من هدم هذه الثورة بفساده وفشله وتآمره وحتى خيانته.

هذا الفشل يطالنا في الجنوب عندما نحتفل بعد أيام بذكرى 14 أكتوبر، ومن ثم عيد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر،  لم نستطع أيضاً الحفاظ على أهداف ثورتنا، بل ضيعنا وطنا ومقومات دولة ودخلنا دوامة الضياع بسبب فشل من جاء بعد الثورة.

الشيء الذي يقهر ويوجع ويجعلنا ندرك كمية الفشل والتخلف الذي جاء بعد هذه الثورات،  عندما نطلع على تجارب تنموية بمناطق قريبة منا وليست بعيدة، تحررت بفترة زمنية مقاربة لنا؛ أي في الستينات، ولكنها حققت استقرارا سياسيا ونموا اقتصاديا كبيرا وصنعت تحولا تنمويا مذهلا انعكس على حياة هذه الشعوب .

هذه الأيام أقرأ وبتركيز تجارب دول شرق وجنوب آسيا "النمور الآسيوية" أكثرها بدأت نهضتها بداية الستينات، وبعضها، بما فيها الصين وتايلاند، بدأت نهضتها الحقيقة منتصف التسعينات، يعني قريبا جداً، وقبل ذلك كانت دولة شديدة التخلف والفقر .

من جاء للحكم في هذه البلاد بعد الثورات تمكن من الحفاظ على تضحيات من قام بهذه الثورات وطبق حرفياً أهدافها، والأهم من ذلك أنهم حافظوا على كرامة شعوبهم .

هم  لم يصنعوا المستحيل، ولكن وجدت القيادة الرشيدة التي تضع الهم الوطني أولاً، بعيداً عن الأيديولوجيا والتعصب الحزبي والقبلي والمناطقي، مما أوجد استقرارا سياسيا عكس نفسه على النمو الاقتصادي من خلال الحوافز التي وفرتها الأنظمة الحاكمة في هذه الدول للاستثمار الأجنبي، وزيادة الإنتاجية والتصدير وبذلك صنعت تحولا كبيرا في اقتصاداتها.

ونحن بماذا نحتفل؟ بضياع الكرامة والسيادة والدولة والأجيال؟

اعذروني على الصراحة ولكنها موجعة أحيانا.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص