'>
عند اشتكائنا من الأوضاع الحاصلة والظروف المحيطة بنا التي نصرخ بكل تذمر واستياء منها موصوفة منا بالمصائب ونصورها كذلك و تختلف النظرات بين الناس في هذا الأمر فإن صح تصورنا او ما ندعي به بحشر كل ما يحصل لنا وجميع ما نعاني منه ومايحدث في مسمى المصيبة أو المصائب فذلك يتعدد الآراء و الحديث فيه وان بحثنا بتعريف معنى المصيبة سنرى اختلاف وتضاذ عامي كثير ويكثر الكلام بهذا لترى الكثير من يترجمها على مزاجه بما يريد أو يتناسب مع الوضع الذي يريده وعدم الالتفات و الإصغاء لأي مصدر من المصادر الموثوقة للمعنى مع عدم التقبل بإصرار واتباع أعمى لكل ما يريدون تفسيره على هواهم.
وإذا توافقنا أن نطلق على جميع مايحدث لنا بمسمى المصيبة وتوجهنا للقرآن الكريم بهذه الكلمة سنجدها ذكرت عشر مرات في تسع سور من القرآن الكريم وهي البقرة - آل عمران - النساء - المائدة - التوبة - القصص - الشورى - الحديد - التغابن فوردت مرة واحدة في كل السور المذكورة ما عدى سورة النساء وردت فيها مرتين في الآية رقم 62 و الآية رقم 72 و يتبين لنا من أغلبية ورودها أربع مرات في أربع سور انها من أنفسنا بما قدمت أيدينا و بما كسبت وذكرت مرة واحدة مع البلاء لتسليم الأمر لله إذن فلنعود ولنراجع أنفسنا ونسميها بما كسبت وقدمت ايدينا أربع مرات قبل أن نسميها ونلقي بها مباشرة على أشياء أخرى.
اليس قد قال ربنا سبحانه وتعالى ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم ) فمن الأولويات المطلوبة و اللازمه وهو أمر واجب وضروري جدا أن يحاسب المرء نفسه قبل غيره ويتغير إلى الأفضل بسعي مستمر و إجتهاد متواصل لئلا يخرج عن إطار المراقبة للنفس و إلزامها بكل ما يستطيع إجباريا بعدم إغتراف اي عمل سيئ و خاطئ يعود وباله العصيب بما يفعله على المجتمع كله بسببه فلا تسرق وتأكل حق هذا ولا تظلم وتقهر هذا ولا تكون فاسدا وتفسد في الأرض بأي عمل أو قول سيئ بمختلف المسميات للأعمال فالفكرة من هذا المقال ان نحاسب أنفسنا أولا بأول ونعالج الخلل فينا أولا ثم بعدها نتجه بأجساد صحيحة ونفوس طيبة لمعالجة كل خلل في المجتمع.
وأثق ثقة كبيرة بأن كل شخص لو انطلق لمعالجة نفسه أولا فجميع ما يحدث وتراه حولك سيتغير اوتوماتيكيا بتغير الشخص نفسه و سيراه بصورة أخرى بغير ما كانت من سابق بعيدا عن التذمر المتواصل لما يحدث فجميعنا مستاء مما يحدث ولكن إذا كنا نريد تغييرا حقيقيا في المجتمع إلى الأفضل فعلينا أن نبداء به من أنفسنا.